للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديثٍ آخَرَ: "إنَّ اللَّهَ كَتبَ عَلَيكم السَّعي فَاسْعوا" (١)، وَهَذا الحَديثُ فيه كَلامٌ (٢)، لكنه بتتبُّع طُرُقه صالحٌ للاحتجاج به (٣)، أمَّا حديث عائشة فهو في "الصَّحيحَين"، وبعض ألفاظه في مسلم، وبعض ألفاظه في غيره (٤)، وفيه: أنها أقسمت أنه "لا أتم اللَّه حج مَنْ لم يسعَ بين الصفا والمروة"، فهذه حجة الذين قالوا بأنه ركنٌ.

ثمَّ إنه ينبغي علينا أن نحرص كُلَّ الحرص ألا نفرط في أمرٍ من الأُمور، وأن كل مسألة نجد فيها خلافًا، فينبغي أن نأخذ بما هو الأحوط لنا في ديننا؛ لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك" (٥)، وَنَحن نجد أنَّ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدْ سعى وقال: "خُذُوا عني مَنَاسككم" (٦).

* قوله: (فَعُمْدَةُ مَنْ أَوْجَبَهُ مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَسْعَى وَيَقُولُ: "اسْعَوْا؛ فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ"، رَوَى هَذَا الحَدِيثَ الشَّافِعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُؤَمِّلِ).


(١) أخرجه أحمد (٤٥/ ٤٥٥)، وصححه الأَلْبَانيُّ في "الإرواء" (١٠٧٢).
(٢) يُنظر: "نصب الراية" للزيلعي (٣/ ٥٥)، حيث قال: ". . . وأعلَّه ابن عديٍّ في "الكامل" بابن المؤمل، وأسند تضعيفه عن أحمد، والنسائي، وابن معين، ووافقهم، ومن طريق أحمد، الطبراني في "معجمه"، ومن طريق الشافعي رواه الدارقطني، ثم البيهقي في "سننيهما". . . ".
(٣) صححه الأَلْبَانيُّ في "الإرواء" (١٠٧٢).
(٤) أخرجه الترمذي (٢٩٦٥)، عن عروة، قال: قلت لعائشة: ما أرى على أحدٍ لَمْ يطف بين الصفا والمروة شيئًا، وما أبالي ألا أطوف بينهما، فقالت: بئس ما قلت يابن أختي، "طاف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وطاف المسلمون، وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: ١٥٨]، ولو كانت كما تَقُولُ لكانت: فلا جناح عليه ألَّا يطوف بهما. . "، وَصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "الإرواء" (١٠٧١).
(٥) رواه النسائي (٢٥١٨)، وَصَححه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (٢٧٧٣).
(٦) تقدَّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>