للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وثبت أيضًا أنه توضأ من إناءٍ فيه أثر عجين (١)، وكذلك أيضًا اغتسل هو وعائشة من إناءٍ واحدٍ (٢)، والصحابة - صلى الله عليه وسلم - كانوا يَتوضَّؤون من إناءٍ واحدٍ، ويشتركون في الوضوء (٣)، وغير ذلك.

قوله: (والثالث: حديث الحكم الغفاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجل بفضل المرأة .. خرجه أبو داود (٤) والترمذي (٥). والرابع: حديث عبد الله بن سَرْجِس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل الرجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرجل" (٦)).

القول بأن أساَرَ المسلمين كلها طاهرة، هو رأي جماهير العلماء ما عدا الرواية الأُخرى عن الإمام أحمد، وعند تدبر الأدلة ومحاولة استقصائها واستقرائها يكون هذا المذهب في نظري هو أرجح المذاهب.

وَلكن الآرَاء الأُخرى لها أدلتها، والفُقَهاء عندما يَقُولُ أحدهم بقولٍ، لا يقوله هكذا أو يلقيه جزافًا، بل يكون له أدلته، فمنهم مَنْ قال: يشرعا معًا؛ لأنه ورد في الحديث، فلا مانع، لكن أن تنفرد المرأة به فلا.

وفي الحديث الآخر: "لا يغتسل كلُّ واحدٍ منهما بفضل الآخر" (٧)،


(١) أخرجه النسائي (٢٤٠)، عن أم هانئ - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اغتسلَ هو وميمونة من إناءٍ واحدٍ في قصعة فيها أثر العجين"، وحسنه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (٤٨٥).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) أخرجه أبو داود (٨٢)، وصححه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (١١).
(٥) أخرجه الترمذي (٦٤) وقال: حديث حسن، وصححه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (١١).
(٦) سيأتي تخريجه.
(٧) أخرجه ابن ماجه في "سننه" (٣٧٥)، عن عليٍّ، قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهله يغتسلون من إناءٍ واحدٍ، ولا يغتسل أحدهما بفضل صاحبه". وضعفه الأَلْبَانيُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>