للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ولا العوراء البيِّن عورها.

- ولا العرجاء البيِّن عرجها.

- ولا الضعيفة الهزيلة.

وإنما هذا موضع ينبغي أن يختار فيه الطيب؛ وذلك لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن اللَّه تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا" (١).

فالحاج يقدم هذا العمل للَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويريد جزاءه، وسينال عليه أضعافًا مضاعفة من الأجر؛ فليكن ما يقدمه من الهدي مناسبًا، ليس فيه عيب ولا نقص.

فالإنسان إذا أراد أن يهدي إلى كبير من الناس؛ فإنه سيختار له أحسن ما يليق به! وهنا الحاج يقدم هذا الهدي إلى مالك السموات والأرض سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، المهيمن على كل شيء، فكان لا بدَّ أن يختار ما يناسب المقام، وهو بذلك أيضًا ينفذ قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويلتزم بما أمره به.

* قوله: (ثُمَّ حَلَقَ رَأْسَهُ، ثُمَّ طَافَ طَوَافَ الإِفَاضَةِ).

لا شك أن الحلق أفضل في هذا المقام؛ وذلك لما يلي:

- لأن الإنسان قد أدَّى عمرته.

- ولأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: دعا للمحلقين ثلاثًا، وللمقصرين مرة واحدة؛ كما جاء في الحديث (٢).

ونحن -كما قلنا مرارًا- نحاول أن نكسب أعلى الدرجات، لتتضاعف حسناتنا وتزداد، لشدة حاجتنا لذلك.


(١) أخرجه مسلم (٢٣٠٩).
(٢) أخرجه البخاري (١٧٢٨)، ومسلم (٣١٢٦) عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: وللمقصرين، قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: وللمقصرين، قالها ثلاثًا، قال: "وللمقصرين".

<<  <  ج: ص:  >  >>