للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دقيقًا أقبل الناس أفواجًا على هذا الدِّين الإسلامي؛ وذلك لأن الإسلام إنما يغزو القلوب بطبيعته وقوته.

لكن مصيبة بعض المسلمين الآن أنهم لم يطبقوا الإسلام بحق، فنجد أن أكثر بلاد المسلمين اليوم لا تطبق شريعة اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى التي فيها العدل، وفيها اليسر، وفيها الخير للناس جميعًا.

ففرق بين أن تحكم بحكم أنزله علام الغيوب وبين أن تحكم بأحكام متناقضة، تُقَر اليوم، وتُزال غدًا، وتُستبدل بغيرها! فنحن بحاجة إلى تطبيق الإسلام كما طبقه صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ ليعيد اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لنا مجدنا الضائع.

* قوله: (وَرَوَى هَذَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) (١).

هذا موافق لأحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ ومنها:

- قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" (٢).

- وما ورد في الحديث: "أنه ما خير رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا فتراه أبعد الناس عنه" (٣).

- وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بشروا ولا تنفروا" (٤).

فهذا هو منهج الإسلام الذي طبقه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والصحابة، وعمل به المسلمون.


(١) أخرجه البخاري (١٧٣٥)، ومسلم (٣١٤٢)، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يسأل يوم النحر بمنى، فيقول: "لا حرج"، فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح، قال: "اذبح ولا حرج"، وقال: رميت بعد ما أمسيت، فقال: "لا حرج".
(٢) أخرجه البخاري (٢٢٠).
(٣) أخرجه البخاري (٣٥٦٠)، ومسلم (٦١١٨) من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-.
(٤) أخرجه البخاري (٦٩)، ومسلم (٤٥٤٩) عن أنس -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>