فمن العلماء مَن قال: لا يدعون أصلًا؛ لأن الإسلام قد بان واتَّضح، وانتهى أمر الدعوة (١).
ومنهم مَن قال: بل تكرر الدعوات أيضًا.
ومنهم مَن: فصَّل القول في ذلك.
وهي الإشارات التي ذكرها أيضًا المؤلف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
* قوله:(وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِهِمْ).
نبدأ بهذه المقدمة فنقول:
أوَّلًا: إن الإسلام هو الدِّين الحق، كما قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩].
ثانيًا: وهذا الإسلام هو الدِّين الذي لا يَقبل اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، من أحد غيره، كما قال اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)} [آل عمران: ٨٥].
ثالثًا: وهذا الإسلام هو دين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- جميعًا، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا}[آل عمران: ٦٧]، وكما قال اللَّه تعالى أيضًا:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج: ٧٨].
فالإسلام: هو الدِّين الذي ارتضاه اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لعباده، وسيظل بإذن اللَّه -تعالى- إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها؛ وحتى إذا نزل عيسى ابن
(١) يُنظر: "الدر المختار" للحصكفي وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (٤/ ١٢٩)، حيث قال: "خلافًا لما نقله المصنف عن الينابيع من أن ذلك في ابتداء الإسلام، وأما الآن فقد فاض واشتهر، فيكون الإمام مخيرًا بين البعث إليهم وتركه".