للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد لاحظ بعض الناس ضعفًا في ذلك الصلح، في جانب المؤمنين، ولكن كانت النتيجة: النصر والتمكين للمسلمين.

فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفعل إلا ما فيه خير للمؤمنين، عاجلًا، أو آجلًا.

قوله: (وَأَمَّا الشَّافِعِيّ، فَلَمَّا كَانَ الأَصْلُ عِنْدَهُ الأَمْرَ بِالقِتَالِ حَتَّى يُسْلِمُوا، أَوْ يُعْطُوا الجِزْيَةَ، وَكَانَ هَذَا مُخَصَّصًا عِنْدَهُ بِفِعْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، لَمْ يَرَ أَنْ يَزْدَادَ عَلَى المُدَّةِ الَّتِي صَالَحَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -).

لقد علمنا أن هذا - كما قلنا - مشهور مذهب الإمام أحمد.

قوله: (وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذِهِ المُدَّةِ؟ فَقِيلَ: كَانَتْ أَرْبَعَ سِنِينَ (١)، وَقِيلَ: ثَلَاثًا (٢)، وَقِيلَ: عَشْرَ سِنِينَ (٣)، وَبِذَلِكَ قَالَ: الشَّافِعِيُّ) (٤).

يحكي المؤلف رَحِمه الله في هذه المسألة: ثلاثة أقوال للعلماء فقط!.

وهناك قول رابع: وهو أن مدة الصلح كانت سنتين (٥). وأصحُّ هذه الأقوال الأربعة وأشهرها: أنها عشر سنين.


(١) يُنظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٨/ ٩٣)، حيث قال: "قال ابن المنذر: اختلف العلماء في المدة التي كانت بين رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وبين أهل مكة عام الحديبية. فقال عروة بن الزبير: كانت أربع سنين".
(٢) يُنظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٨/ ٩٣)، حيث قال: "قال ابن المنذر: اختلف العلماء في المدة التي كانت بين رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وبين أهل مكة عام الحديبية … وقال ابن جريج: كانت ثلاث سنين".
(٣) يُنظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٨/ ٩٣)، حيث قال: "قال ابن المنذر: اختلف العلماء في المدة التي كانت بين رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وبين أهل مكة عام الحديبية … وقال ابن إسحاق: كانت عشر سنين".
(٤) يُنظر: "تحفة المحتاج" للهيتمي (٩/ ٣٠٥)، حيث قال: " (تجوز عشر سنين) فما دونها بحسب الحاجة (فقط)؛ لأنها مدة مهادنة قريش".
(٥) يُنظر: "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقن (١٧/ ٤٠)، حيث قال: "وصالح قريشًا على سنتين وقيل: ثلاث، قاله ابن جريج".

<<  <  ج: ص:  >  >>