للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل مع كفار قريش، فاستجابوا له؛ فتجمعت الأحزاب من كلِّ مكان، وقدِمُوا إلى المدينة النبوية، لمحاربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، وكانوا عددًا كبيرًا، ومع ذلك، أخذوا يتَّصلون بقبيلة يهود بني قريظة أيضًا، والتي كانت تسكن المدينة النبوية في ذلك الوقت، وأخذوا يغرونهم؛ حتى نقضوا العهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فتحزَّب الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، وعندما علم بذلك: استشار أصحابه في كيفية مجابهة هذه الأعداد الغفيرة؟

وقد كان عدد المسلمين وقتها قليلًا؛ فقيل: سبعمائة، وقيل: ثلاثة آلاف.

فأشار عليه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - بحفر الخندق حول المدينة؛ فجعلوا ظهورهم إلى جبل، ووجوههم إلى جبل في الشرق، وكان الخندق يحول بينهم وبين الكافرين (١).

وأعان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه - رضي الله عنهم -، في حفر الخندق، وفي نقل التراب (٢).

ولما جاء المشركون ليحيطوا بالمدينة فوجئوا بهذا الخندق، فأقام بعضهم في جهة الشرق، قريبًا من جبل أحد، وهم قريش، في أوائل المدينة.


(١) أخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ٤٤٥) عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة قالا: … وفيه فقال سلمان: يا رسول الله، إنا إذ كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل خندقنا علينا، فهل لك يا رسول اللّه أن نخندق؟ فأعجب رأي سلمان المسلمين، وذكروا حين دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أن يقيموا ولا يخرجوا، فكره المسلمون الخروج وأحبوا الثبات في المدينة.
(٢) أخرجه البخاري (٢٨٣٧)، ومسلم (١٨٠٣) عن البراء - رضي الله عنه -، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب، وقد وارى التراب بياض بطنه، وهو يقول؟ "لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا، إن الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا".

<<  <  ج: ص:  >  >>