للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"السعود": هم سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، وسعد بن زرارة، وسعد بن الربيع. وقيل: غير هؤلاء أيضًا معهم.

أما موقف الأنصار - رضي الله عنهم - من هذا العوض مقابل الصلح، فهو أنهم سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلين له: أهذا من الوحي؟

يعني: إن كان هذا هو أمر الله سُبْحانه وتعالى، فعلى العين والرأس، فنستجيب له. أو هو رأي واختيار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

وإن كان كذلك: فهل هو على سبيل المشورة؟

فلما أخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس بوحي، قالوا: فوالله يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد كانوا في السِّنَة - يعني: أيام الجدب، ونحوه - يأتون المدينة، يطوفون حولها، فما يستطيع أحد منهم أن يضع قدمه فيها، ولا أن يحصل على تمر منها، إلا عن طريق الشراء، أو ما يقدم للضيف، فإذا كان هذا حالهم في الجاهلية؛ فكيف يكون في الإسلام؟!

وقد أعزَّنا الله بالإسلام، وأعزَّنا برسوله - صلى الله عليه وسلم -، فليس بيننا وبينهم إلا السيف!

فما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن قال: نعم إذن.

فرسول - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يختبر الأنصار - رضي الله عنهم -، ليرى ما عندهم من القوَّة والضعف، فلم يجد عندهم إلى القوة التي بنيت على قوة الإيمان؛ كالحال بالنسبة لإخوانهم المهاجرين - رضي الله عنهم -.


= ورجالًا فقال: حتى استأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ، يعني: يشاورهما، فقالا: والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالإسلام؟ … " الحديث.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ١٣٣): ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>