للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه: "أُعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي" (١).

وفي رواية: "لم يعطهنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي" (٢).

وذكر منها: "وأُحِلَّت لي الغنائم" (٣). فالغنائم: لم تكن يحل أخذها في الأمم السابقة.

وقد ورد في حديث: "أنه كانت تنزل نارٌ من السَّماء، فتأكلها" (٤).

فالله سبحانه وتعالى قد ميَّز هذه الأمة، وخصَّها بصفات عظيمة، وذاك يقتضي منها عظيم الشكر والإجلال لله سبحانه وتعالى، وقد علم الله عز وجل ضعفَ هذه الأُمَّة؛ فأحلَّ لها هذه الغنائم؛ لتنعم بها، ويكون ذلك دافعًا لشكر الله سبحانه وتعالى عليها؛ لأنه هو المتفضل، وهو المحسن، وهو المنعم، وهو الذي وهب هذه النعم لعباده المؤمنين، ولأنه تعالى قد خصَّنا بهذه الخصيصة العظيمة؛ تكريمًا لنبيِّ هذه الأمة - صلى الله عليه وسلم -، فينبغي أن يقابل ذلك بشكر الله سبحانه وتعالى، وحمده، والثناء عليه.


(١) أخرجه البخاري (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١).
(٢) أخرجها البخاري (٤٣٨).
(٣) انظر ما قبله.
(٤) أخرجه البخاري (٣١٢٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها؟ ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت - يعني: النار لتأكلها -، فلم تطعمها فقال: إن فيكم غلولًا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعوها، فجاءت النار، فأكلتها ثم أحلَّ الله لنا الغنائم رأى ضعفنا، وعجزنا فأحلها لنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>