للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبعد الاستيلاء على الغنائم: تأتي مرحلة حيازتها وتأمينها والحفاظ عليها.

ثم بعد ذلك: تأتي مرحلة توزيعها وتقسيمها.

وقد اختلف العلماء فيمَن مات بعد الاستيلاء على الغنيمة، وقبل حيازتها هل يستحق الأخذ منها؟

يرى جمهور العلماء: أنه لا يدخل ضمن الغانمين، ولا يستحق شيئًا منها.

أما لو مات بعد الحيازة لها: فإنه يستحق أخذ نصيبه منها، ويرد ذلك على ورثته من زوجته وأولاه وغيرهم (١).

وبعض العلماء يرى: أن مَن قُتِل في الجهاد، أو مات بعد حيازة الغنيمة وقبل الشروع في تقسيمها: فإنه لا يستحق شيئًا منها (٢).


(١) فالغازي إذا مات أو قتل نظرت فإن كان قبل حيازة الغنيمة، فلا سهم له؛ لأنه مات قبل ثبوت ملك المسلمين عليها سواء مات حال القتال أو قبله.
مذهب الحنفية، يُنظر: "تبيين الحقائق" للزيلعي (٣/ ٢٥٢)، حيث قال: "إذا مات قبل أن تخرج الغنيمة إلى دار الإسلام وبعد الإخراج يورث نصيبه؛ لأن الإرث يجري في الملك ولا ملك قبله".
ومذهب المالكية، يُنظر: "التاج والإكليل" للمواق (٤/ ٥٧٤)، حيث قال: "مَن مات قبل القتال فلا يسهم له وإن مات بعد القتال قبل الغنيمة فله سهمه".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "نهاية المحتاج" للرملي (٦/ ١٤٨)، حيث قال: " (ولو مات في) أثناء (القتال) قبل حيازة شيء (فالمذهب أنه لا شيء له) فلا حق لوارثه في شيء".
ومذهب الحنابلة، يُنظر: "المغني" لابن قدامة، حيث قال: "إذا مات قبل حيازتها، فقد مات قبل ملكها، وثُبُوت اليد عليها، فلم يستحقّ شيئًا".
(٢) مذهب الحنفية، يُنظر: "تبيين الحقائق" للزيلعي (٣/ ٢٥٢) حيث قال: ولا من مات فيها وبعد الإحراز بدارنا يورث نصيبه)، أي: لا يستحق من مات في دار الحرب من الغنيمة ومراده إذا مات قبل أن تخرج الغنيمة إلى دار الإسلام وبعد الإخراج يورث نصيبه؛ لأن الإرث يجري في الملك ولا ملك قبله بخلاف ما بعده. =

<<  <  ج: ص:  >  >>