يقصد المؤلف رحمه الله: أنهم اعتمدوا على ظاهر الآية الكريمة التي في سورة الحشر؛ وهي قول الله سبحانه وتعالى:{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[الحشر: ٧].
مراد المؤلف رحمه الله: أنه ما كانت يخرج جيش، ولا سرية، ولا نفر، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، لقتال أحد من أعداء المسلمين؛ إلا بإذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ونعلم قصة حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: (عندما أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليتتبع أخبار الأحزاب، ويدخل في صفوفهم، ويجلس معهم، ولما أراد أن يقتل أبا سفيان بن حرب - رضي الله عنه - وكان قريبًا منه ويراه رأي العين تذكر عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه لا يحدث حدثًا إلا بعد أن يرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرد سهمه إلى كنانته، وأقلع عن ضربه، والتزم بما أوصاه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).