للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أكبر مَظاهِر هذا الإخلاص من جانب البراء بن مالك - رضي الله عنه - أنه - وهو مستجاب الدعاء - لما دعا الله إنما دعاه أن يموت شهيدًا، وكان ذلك في إحدى معارك المسلمين، فاستجاب الله دعاءه، وقُتِلَ البراء بن مالكٍ - رضي الله عنه - شهيدًا في هذه المعركة، وانتصر المسلمون يومَها (١)، فتحَقَّقَ بذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.

* قوله: (حَمَلَ عَلَى مَرْزُبَانَ يَوْمَ الدَّارَةِ).

و"المرزبان" (٢): هو رئيس أولئك القوم من العَجَم.

ولفظة: "الدارة" ليست التي ورَدَ الحديث بها، وإنما الحديث ورَدَ بلفظ: "الزارة".

* قوله: (فَطَعَنَهُ طَعْنَةً عَلَى قَربُوسِ سَرْجِهِ فَقَتَلَه، فَبَلَغَ سَلَبُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا).

و"القربوس" (٣): هو مفصل السرج، أي: المكان الذي يلتف عنده السرج.


(١) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٣٣١٣) عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كم من ضعيف متضعف ذي طمرين، لو أقسم على الله لأبر قسمه، منهم: البراء بن مالك " فإن البراء لقي زحفًا من المشركين، وقد أوجع المشركون المسلمين، فقالوا: يا براء، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنك لو أقسمت على الله لأبرك"، فأقسم على ربِّك، فقال: أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم، ثم التقوا على قنطرة السوس، فأوجعوا في المسلمين، فقالوا له: يا براء، أقسم على ربك، فقال: أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيك - صلى الله عليه وسلم -، فمنحوا أكتافهم، وقتل البراء شهيدًا. وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
(٢) "المرزبان": هم ما وراء الملوك وهم ملوك الأطراف. انظر: "مفاتيح العلوم" للخوارزمي (ص ١٣٧).
(٣) "القربوس": حنو السرج. انظر: "العين" للخليل (٥/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>