للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يدمي"، أي: يخرج منه دمٌ، فيرى العلماء أنها إذا كانت مقطوعةً أكثر من نصف القرن أو أكثر من نصف الأذن، فإنه لا يُضحَّى بها.

قوله: (وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ: "أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - نَهَى عَنْ أَعْضَبِ (١) الأُذُنِ وَالقَرْنِ" (٢)، وَاخْتَلَفُوا فِي الصَّكَّاءِ (وَهِيَ الَّتِي خُلِقَتْ بِلَا أُذُنَيْنِ).

"الجَمَّاءُ" (٣): هي التي تُولَد ولا قرن لها، حيوان أجم: لا قرن له.

وَ"الصَّنعَاء" (٤): هي التي تُولَد صغيرة الأذنين، وهنا ذكر الصكَّاء (٥)؛ لأن المُرَاد: التي خُلقَت بلا أذن أصلًا، أي: مغلقة، لكن المعروف عند الفقهاء والتي ينصون عليها أنها الجماء، وكذلك الصنعاء، أي: التى ولدت أذنها صغيرة، فهل هذا يؤثر أم لا؟

يَقُولُ العُلَماءُ (٦): التي تُولَد لا قرن لها، وأذنها صغيرة، فهذه يجوز التضحية بها؛ لأن هذه خلقة اللّه، ففرقٌ بين حيوان يولَد فيكسر قرنه أو يقص أذنه، وبين حيوان يولد بهذا الشكل صغير الأذن.


(١) يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (١/ ٦٠٩) حيث قال: "ناقة عضباء: مشقوقة الأذن، وكذلك الشاة؛ وجمل أعضب: كذلك. والعضباء من آذان الخيل التي يجاوز القطع ربعها. وشاة عضباء: مكسورة القرن".
(٢) أخرجه أبو داود (٢٨٠٥)، قال الأَلْبَانيُّ في "الإرواء" (٤/ ٣٦١): منكر.
(٣) يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (١٢/ ١٠٨) حيث قال: "والجماء: التي لا قرني لها".
(٤) لعلها صمعاء، يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (٨/ ٢٠٦) حيث قال: "صمعت أذنه صمعًا، وهي صمعاء: صغرت ولم تطرف وكان فيها اضطمار ولصوق بالرأس، وقيل: هو أن تلصق بالعذار من أصلها، وهي قصيرة غير مطرفة".
(٥) يُنظر: "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" للفيومي (١/ ٢٨٢) حيث قال: "والسكك مصدر من باب تعب وهو صغر الأذنين وأذن سكاء واستكت مسامعه بمعنى صمت"، أما الصكاء فهي التي يصطك عرقوباها، وبها صكك، وأصله من الصك الضرب". انظر: "المغرب في ترتيب المعرب" (ص ٢٧٠).
(٦) نص على ذلك المالكية، كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>