(٢) كَلَام الشارح رَحِمَهُ اللهُ يحتاج إلى تَأمُّلٍ؛ فقد اختلف الفقهاء في تعيين الأيام المعلومات في هذه الآية، فمذهب الشافعية ومشهور مذهب الحنابلة أنها الأيام العشر من ذي الحجة، وهو قول جمهور المفسرين. وللحنابلة روايتان أُخريان، وَذَهَب الأحناف إلى أنها يوم عرفة، ويومان بعده، وذهب المالكية إلى أنها يوم النحر، ويومان بعده. انظر في مذهب الأحناف: "حاشية الشلبي على تبيين الحقائق" (٢/ ٣٤)، وفيه قال: "أما الأيام المعلومات في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: ٢٨]، فقد اختلفوا فيه، قال أصحابنا: هي ثلاثة أيام: يوم عرفة ويوم النحر واليوم الحادي عشر، وهو اليوم الأول من أيام التشريق .. كذا النقل". وانظر في مذهب المالكية: "الفواكه الدواني"، للنفراوي (١/ ٢٧٤)، وفيه قال: " (والأيام المعلومات) في الآية المراد بها (أيام النحر الثلاثة) الأول وتالياه، سُمِّيت بذلك؛ لأنها معلومة للذبح". وانظر في مذهب الشافعية: "نهاية المحتاج"، للرملي (٣/ ٣١٠)، وفيه قال: "وأما المعلومات، فهي المذكورة في سورة الحج في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: ٢٨]، وهي العشر الأول من الحجة". وانظر في مذهب الحنابلة: "الفروع وتصحيح الفروع"، لابن مفلح (٣/ ٢١١)، وفيه قال: "وأيام العشر: الأيام المعلومات "و هـ ش"، وأيام التشريق المعدودات "و"، وعنه: عكسه، وعنه: المعلومات يوم النحر ويومان بعده "و م"، وعنه: يوم النحر وأيام التشريق". وانظر: "الروايتين والوجهين"، لأبي يعلى الفراء (١/ ١٩١). والعشر هو مشهور المذهب. انظر: "الإقناع"، للحجاوي (١/ ٢٠٣)، وفيه قال: "وأيام العشر الأيام المعلومات. وأيام التشريق الأيام المعدودات". وقَالَ القرطبيُّ في "تفسيره" (٣/ ٣): "وقد روي عن ابن عباس أن المعلومات العشر، والمعدودات أيام التشريق، وهُوَ قَوْل الجمهور". وقَالَ ابن رَجَبٍ كمَا في "تفسير ابن رجب الحنبلي" (٢/ ٥٦٤): "وجمهورُ العلماءِ =