(١) كرره في سبعة مواضع من "صحيحه" [١، ٥٤، ٢٣٩٢، ٣٦٨٥، ٤٧٨٣، ٦٣١١، ٦٥٥٣]. (٢) وصف ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٣) تراجم الإمام البخاري بكونها حيرت الأفكار، وأدهشت العقول، وبكونها بعيدة المنال، منيعة المثال التي انفرد بتدقيقه فيها عن نظرائه، واشتهر بتحقيقه لها عن قرنائه. وقال في الفتح أيضًا (١/ ١٣): "وإنما بلغت هذه الرتبة، وفازت بهذه الخطوة لسبب عظيمٍ أوجب عظمها، وَهُوَ ما رواه أبو أحمد بن عدي عن عبد القدوس بن همامً، قال: شهدت عدة مشايخ يقولون حول البخاري تراجم جامعة، يعني: بيَّضها بين قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمةٍ ركعتين". ثم فصل القول فيها في مقدمة كتابه "فتح الباري" (١/ ١٣، ١٤)، وأنا أذكره باختصار مع تصرف، فقال: "إن منها ما يكون دالًّا بالمطابقة كما يورده تحتها من أحاديث، وقد تكون الترجمة بلفظ المترجم به أو بعضه أو معناه، وكثيرًا ما يترجم بلفظ الاستفهام حيث لا يجزم بأحد الاحتمالين، وكثيرًا ما يترجم بأمرٍ لا يتضح المقصود منه إلا بالتأمُّل، وكثيرًا ما يترجم بلفظ يومئ إلى معنى حديث لم يصح على شرطه، أو يأتي بلفظ الحديث الذي لم يصح على شرطه صريحًا في الترجمة، ويورد في الباب ما يؤدي معناه، تارةً بأمر ظاهر، وتارةَّ بَأمر خفي، وربما اكتفى أحيانًا بلفظ الترجمة التي هي لفظ حديث لم يصح على شرطه، وأورد معه أثرًا أو آيةً، فكأنه يقول: لم يصحَّ في الباب شيء على شرطه، لهذه الأمور وغيرها اشتهر عن جمع من الفضلاء ما أوردناه سلفًا: "فقه البخاري في تراجمه".