للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أحمد روايتان؛ مأخذهما: هل هم من النصارى أم لا؟ (١).

وقيل: إنها حرام، وهو مذهب الحسن وسعيد بن جبير في أكل ذبائحهم ونكاح نسائهم، وهم قوم بين المجوسية والنصرانية (٢).

وسبب منعهم ذبيحة الصابئين؛ لأنهم بين النصرانية والمجوسية.

والشافعية يفصلون؛ فيقولون: الصابئون إن وافقوا أهل الكتاب في أصول العقائد تؤكل ذبائحهم، وإن لم يوافقوهم وكان دينهم بين المجوسية والنصرانية، أو يعتقدون بتأثير النجوم، فلا تؤكل ذبائحهم (٣).

• قوله: (وَأَمَّا المَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ: فَإِنَّ الجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ ذَبَائِحَهُمْ جَائِزَةٌ غَيْرُ مَكْرُوهَةٍ، وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ (٤)، وَكَرِهَ ذَلِكَ أَبُو المُصْعَبِ (٥)).


(١) يُنظر: "الشرح الكبير على المقنع"، لأبي الفرج المقدسي (١٠/ ٥٨٩) حيث قال: "اختلف أهل العلم في الصابئين فروي عن أحمد أنهم جنس من النصارى وقال في موضع آخر: بلغني أنهم يسبتون فإذا أسبتوا فهم من اليهود … والصحيح ما ذكر هاهنا، من أنه ينظر فيهم، فإن كانوا يوافقون أحد أهل الكتابين في نبيهم وكتابهم فهم منهم، وإن خالفوهم في ذلك فليسوا منهم. ويروى عنهم أنهم يقولون: الفلك حي ناطق، وإن الكواكب السبعة آلهة. فإن كانوا كذلك، فهم كعبدة الأوثان".
(٢) يُنظر: "النوادر والزيادات"، لابن أبي زيد (٤/ ٣٦٦) حيث قال: "ولا تؤكل ذبيحة الصابئ وليس بحرام، كتحريم ذبائح المجوس. وقد حرم الحسن وسعيد بن جبير ذبائحهم ونكاح نسائهم وقيل: أنهم بين المجوسية والنصرانية".
(٣) يُنظر: "تحفة المحتاج"، للهيتمي (٧/ ٣٢٦)؛ حيث قال: "وإن خالفت السامرة اليهود) … (والصابئون) من صبأ إذا رجع (النصارى) وهم طائفة منهم (في أصل دينهم) … (حرمن) … (وإلا) … (فلا) يحرمن إن وجدت فيهم الشروط السابقة ما لم تكفرهم اليهود والنصارى كمبتدعة ملتنا وقد تطلق الصابئة أيضًا، على قوم أقدم من النصارى كانوا في زمن إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم منسوبين لصابئ عم نوح - صلى الله عليه وسلم - يعبدون الكواكب السبعة ويضيفون الآثار إليها ويزعمون أنه لفلك حي ناطق وليسوا مما نحن فيه؛ إذ لا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم مطلقًا ولا يقرون بجزية … ".
(٤) يُنظر: "منح الجليل"، لعليش (٢/ ٤٠٦)، حيث قال: " (الذكاة قطع مميز) … قطع مميز مسلم أو كتابي حرًّا كان أو رقًّا، ذكرًا كان أو أنثى".
(٥) يُنظر: "مواهب الجليل"، للحطاب (٣/ ٢١٤) حيث قال: "والمشهور أن المرأة والمميز كالبالغ وكرهه أبو مصعب. انتهى من "التوضيح"".

<<  <  ج: ص:  >  >>