هذه مقدمة ذَكَرَها المؤلف في مطلَعِ حديثِهِ كعادتِهِ في تقسيمِهِ البديعِ، فإنه حصرَ المسائل التي سيتكلم عنها في أمورٍ أربعة ذكرها مجمَلَةً ثم سيأتي عليها بشيء من التفصيل (١)، فالعقيقة إنما هي نتيجةٌ بفضل الله سبحانه وتعالى على عبدِهِ، الذي يهبه سبحانه وتعالى ذَكرًا أو أنثى، فإن الله سبحانه وتعالى يقول:{وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}[الشورى: ٤٩]، فالعقيقة التي تذبح تكون شُكْرًا للهِ سبحانه وتعالى على إنعامه وإحسانه وتفضله بأن يرزق الإنسان ولدًا أو مولودًا ذكرًا كان أو أنثى، ثم هي في ذلك الأمر قربةٌ لله يتقرب بذلك إلى الله سبحانه وتعالى، ويُستفاد باللَّحْمِ، فكم من نُفُوسٍ تشتاق إلى اللحم، وربما تمر بها الأيام والأشهر دون أن تذوقه، فيكون ذلك سببًا في إطعام بعض الناس، ممن هم بحاجة إلى ذلك، أو أنها أيضًا تطبخ فيأكل منها الأهل والصديق والفقير، فهذه كلها فوائد مجتمعة تأتي بسبب العقيقة.
هذه أمور ستة ذكرها المؤلف سيبدأ بها وسنأخذها واحدًا واحدًا،
(١) وقد عرفنا أن هذه العقيقة تأتي نتيجة بفضلٍ الله سبحانه وتعالى على عبده الذي يهبه سبحانه وتعالى ذكرًا أو أنثى، فإن الله سبحانه وتعالى يهب من يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، فهذه هي حكمة الله سبحانه وتعالى، والإنسان لا يدري الخير أين يكون، لكنَّ عادةَ الإنسان دائمًا أنَّه يُسرُّ أكثر عندما يُولدُ له مولودٌ، ومن هنا نشأ الخلاف بين العلماء في بعض مسائل هذا الباب.