للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويختلفون في ذلك (١)، ومعنى: حبست أي: تُبقيها في مكان وتعلفها علفًا جيدًا كالبرسيم مثلًا: وتمنعها عن النجاسات فبذلك يتغير ما في مَعِدَتها وتتغذى على الغذاء الجيد ثلاثة أيام وهذا عام يشمل صغارَ الحيوان وكِبارَه يدخل فيه الدجاج، والإبل، البقر، والغنم، وهذا أُثر عن عبد الله بن عمر (٢) - رضي الله عنه -: "أن عبد الله بن عمر إذا أكل عنده حيوان شيئًا من ذلك - يعني: من العَذِرَة - حبسه ثلاثة أيام ثم بعد ذلك زال ما فيه"، وأُثر عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "أنها تحبس أربعين يومًا" (٣)، ولذلك بعض العلماء قال: "تحبس أربعين يومًا، ثم تعلف العلف الجيد" (٤).

* قوله: (أَمَّا الْأثَرُ فَمَا رُوِيَ "أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - نَهَى عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ وَأَلْبَانِهَا" خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ (٥) عَنِ ابْنِ عُمَرَ).

وفي بعض الروايات: "عن أكل لحوم الجلالة"، وفي رواية أخرى: "نهى عن الجلالة أن يُؤكَلَ لحمُها، أو أن يركب ظهرها، أو أن يُشْرَب


(١) الأظهر عند الحنفية والشافعية عدم تحديد المدة وعند الحنابلة ثلاثة أيام كما تقدم النقل.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٤/ ٥٢١) ولفظه: "اشترى ابن عمر إبلًا جلالة، فبعث بها إلى الحمى، فرعت حتى طابت، ثم حمل عليها إلى الحج".
وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/ ١٤٨) ولفظه عن ابن عمر: "أنه كان يحبس الدجاجة الجلالة ثلاثًا". وصححه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٦٤٨).
(٣) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٥٥٩) (١٩٤٨٠) ولفظه: "عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجلالة أن يؤكل لحمها ويشرب لبنها ولا يحمل عليها، أظنه قال: إلا الأدم، ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين ليلة" قال البيهقي:
ليس هذا بالقوي. وقال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٦٤٨): "أخرج البيهقي بسند فيه نظر
عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا أنها لا تؤكل حتى تعلف أربعين يومًا".
(٤) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٥٥٩): "وقد أشار إليه الشافعي وزعم أنه أراد تغيرها من الطباع المكروهة إلى الطباع غير المكروهة التي هي فطرة الدواب، حتى لا توجد أرواح العذرة في عرقها وجررها".
(٥) أخرجه أبو داود (٣٧٨٥) وغيره، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>