للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَأَمَّا مُوجِبِ التَّشْطِيرِ: فَهُوَ الطَّلَاقُ الَّذِي يَكُونُ بِاخْتِيَارٍ مِنَ الزَّوْجِ لَا بِاخْتِيَارٍ مِنْهَا، مِثْلُ الطَّلَاقِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ قِبَلِ قِيَامِهَا بِعَيْبٍ يُوجَدُ فِيهِ).

فقد تكون المرأة رتقى رتقاء بمعنى: مسدودة المنفذ (١)، وربما تكون فيها برص (٢)، وربما تكون فيها جذام (٣) وعيوب ما كان يعرفها الزوج فظهرت، ففي هذه الحالة لا يثبت لها شيء، أما لو كان الطلاق من قبل الزوج، فهو في هذه الحالة يلزمه النصف (٤).

قوله: (وَاخْتَلَفُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي الَّذِي يَكُونُ سبَبَهُ قِيَامُهَا عَلَيْهِ بِالصَّدَاقِ أَوِ النَّفَقَةِ مَعَ عُسْرِهِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِيَامِ بِالْعَيْبِ).

قصد المؤلف: إذا كان الزوج فقيرًا لا يستطيع أن ينفق على زوجته وهي التي تقوم برعايته (٥)، نعم لو حصل ذلك من زوجة قادرة وتملك


(١) الرَّتَقَة: "مصدر قولك: امرأةٌ رتْقاء، بَيِّنة الرَّتَق: لا يُستطاع جِماعها، أو لا خَرْق لها إلا المَبالُ خاصة". انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ٨٨٦).
(٢) البَرص: داءٌ؛ وهو بياضٌ. انظر: "الصحاح" للجوهري (٣/ ١٠٢٩).
(٣) الجذام: علة تعفن الأعضاء وتشنجها وتقرحها وتبح الصوت وتمرط الشعر. انظر: "مفاتيح العلوم" للخوارزمي (ص ١٨٤).
(٤) تقدَّم.
(٥) مذهب الجمهور على أنه إن امتنع عن الإنفاق عليها فإنها مخيرة بين الفسخ والصبر عليه، خلافًا للحنفية.
مذهب الحنفية، يُنظر: "البناية شرح الهداية" للعيني (٥/ ٦٧١)؛ حيث قال: "م: (ومن أعسر بنفقة امرأته لم يفرق بينهما) ش: أي بينه وبين امرأته، وهو قال الزهري وعطاء بن يسار، والحسن البصري، وسفيان الثوري، وابن أبي ليلى، وابن شبرمة، وحماد بن أبي سليمان، والظاهرية. م: (ويقال لها) ش: أي للمرأة. م: (استديني عليه) ش: أي على الزوج".
ومذهب المالكية، يُنظر: "الشرح الكبير" للشيخ الدردير (٢/ ٥١٨)؛ حيث قال: " (ولها)؛ أي: للزوجة (الفسخ) بطلقة رجعية (إن) (عجز) زوجها (عن نفقة حاضرة) ومثلها الكسوة ولها أن تبقى معه، ومثل الحاضرة المستقبلة إذا أراد سفرًا (لا ماضية) لصيرورتها دينًا في ذمته إن كانا حرين بل (وإن) كانا (عبدين) أو أحدهما (لا إن =

<<  <  ج: ص:  >  >>