الحرام مالًا مغصوبًا، أو تعدَّى فيه على مال يتيم، أو أخذه عدوانًا وظلمًا، أو أخذه عن طريق الربا أو الغش، أو غير ذلك من الأمور المحرَّمة الكثيرة.
وقد قال تعالى:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}[النحل: ١١٦] فالحلال: ما أحلَّه الله - سبحانه وتعالى -، والحرام: ما حرَّمه الله - سبحانه وتعالى -، وليد لأحدٍ أن يُحِلَّ أمرًا لم تُحله هذه الشريعة، ولا أن يُحرِّم ما لم تحرمه الشريعة، بل أباحته، ومَن يفعل ذلك فقد ارتكب منكرًا، وأخطر من ذلك مَن يعتقده.
ولذلك جاء في قصة عدي بن حاتم في قول الله - سبحانه وتعالى -: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}[التوبة: ٣١]، أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لسنا نعبدُهم"، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أليسوا يُحلون ما حرَّم الله فتُحلونه، وبُحرمون ما أحلَّ الله فتُحرمونه؟ ". قال: بلى، قال:"فتلك عبادتهم"؛ فهذا مَن يعتقد ذلك (١).
لكن حديثنا عمَّن يقدم مهرًا حرامًا، وهذا لا يجوز للمسلم.
ولا ننسى - أيضًا - أننا في هذا المقام نُذَكَّر بأن يحاول المرء أن يُؤسس بيتًا يأوي إليه، ويسكن فيه بطمأنينة وراحة، وسيتغذى فيه هو وزوجه التي سيُنجَب منها الأولاد بإذن الله - سبحانه وتعالى -؛ فينبغي أن يتغذى الكل على الحلال، وعلى طاعة الله - سبحانه وتعالى -؛ حتى تنزل السعادة في هذا البيت؛ فلا يَشقى أهله، بل يعيشون عيشةً كريمة مطمئنة، فيوفَّق المرء في إنجاب أولادٍ صالحين؛ لأن الإنسان إذا اختار المرأة الصالحة طبَّق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(١) أخرجه الترمذي (٣٠٩٥)، عن عدي بن حاتم، قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عنقي صَليب من ذهب. فقال: "يا عدي، اطرح عنك هذا الوثن"، وسمعته يقرأ في سورة (براءة): {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} "، قال: "أَمَا إنهم لم يكونوا يَعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أَحَلُّوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حَرَّموا عليهم شيئًا حَرَّموه"، وحسنه الألباني في: "غاية المرام" (٦).