للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قصة نوفل بن معاوية الذي أسلم وعنده خمس نسوة فأمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يفارق واحدة (١)؛ فالحديث هذا جاء في بعض طرقه أن سنده صحيح أو حسن وجاءت له شواهد تقويه وتعضده؛ فيصبح حديثًا صالحًا للاحتجاج به وهو حجة الجمهور.

* قوله: (الحَدِيثُ الثَّانِي: حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ الحَارِثِ: "أَنَّهُ أَسْلَمَ عَلَى الأُخْتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ" (٢)).

هذا خطأ من المؤلف في الحقيقة، وإنما الذي أسلم على أختين هو فيروز الديلمي، وبعضهم يقول: الضحاك بن فيروز الديلمي.

* قوله: (وَأَمَّا القِيَاسُ المُخَالِفُ لِهَذَا الأَثَرِ: فَتَشْبِيهُ العَقْدِ عَلَى الأَوَاخِرِ قَبْلَ الإِسْلَامِ بِالعَقْدِ عَلَيْهِنَّ بَعْدَ الإِسْلَامِ - أَعْنِي: أَنَّهُ كَمَا أَنَّ العَقْدَ عَلَيْهِنَّ فَاسِدٌ فِي الإِسْلَامِ كَذَلِكَ قَبْلَ الإِسْلَامِ، وَفِيهِ ضَعْفٌ).

هذا حقيقة قياس مع الفارق؛ لأن الإسلام إنما جاء بتأليف القلوب، ولذلك نجد أن من مصارف الزكاة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} [التوبة: ٦٠]، ثم لما زال ذلك أوقف ذلك عمر - رضي الله عنه - (٣)؛ فالإسلام بني على التيسير والتخفيف وتحبيب الناس فيه؛


(١) أخرجه الشافعي في "المسند" (ص ٢٧٤ - ٢٧٥) عن عوف بن الحارث، عن نوفل بن معاوية الديلي قال: أسلمت وتحتي خمس نسوة فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "فارق واحدة، وأمسك أربعًا". فعمدت إلى أقدمهن عندي عاقر منذ ستين سنة ففارقتها.
وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (١٨٨٤).
(٢) نبه الشارح على خطأ المصنف؛ فإن قيسًا أسلم على ثمان نسوة، وإنما الذي أسلم على أختين هو فيروز الديلمي.
وتقدم حديث قيس، وأما حديث فيروز فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٧/ ١٦٤) وغيره عن الديلمي: "أنه أسلم وعنده أختان، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يختار أيتهما شاء ويطلق الأخرى".
(٣) الأثر أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٧/ ٣٢) وغيره عن عبيدة قال: "جاء عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس إلى أبي بكر، فقالا: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن عندنا=

<<  <  ج: ص:  >  >>