للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" (١).

ويقول: "بشروا ولا تنفروا وشروا ولا تعسروا" (٢).

والله سبحانه وتعالى يقول عن نبيه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩)} [الأعراف: ١٩٩].

ويقول: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩].

ولقد أحسن المؤلف؛ لأن هذا قياس مع الفارق، وشتان بينهما؛ ذاك أمر حصل في جاهلية جهلاء وهذا حصل في ضياء ونور وهدى وتقى وصلاح؛ فذاك في ظلمات الجهل وهذا في نور الإيمان.

إذن؛ نتبين أن مذهب الجمهور هو الراجح في هذه المسألة، وقد جاءت الآثار مؤيدة لذلك، وهو الأقرب لروح الإسلام التي قامت على التيسير والتخفيف.

* قوله: (وَأَمَّا إِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ الآخَرِ - وَهِيَ المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ - ثُمَّ أَسْلَمَ الآخَر، فَإِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ).

قد تسلم المرأة قبل الرجل وربما يسلم الرجل قبلها، وكل ذلك


= أرضًا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فإن رأيت أن تُقطعناها لعلنا نزرعها ونحرثها … فذكر الحديث في الإقطاع، وإشهاد عمر عليه ومحوه إياه قال: فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وإن الله قد أعز الإسلام فاذهبا، فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما إن رعيتما". قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (ص ٢٥٩): "حديث منقطع الإسناد". وينظر: "أحكام القرآن"، للجصاص (٤/ ٣٢٥).
(١) أخرجه البخاري (٢٢٠) وغيره عن أبي هريرة، قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه وهريقوا على بوله سجلًا من ماء أو ذنوبًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين".
(٢) أخرجه مسلم (١٧٣٢/ ٦) وغيره عن أبي موسى، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره، قال: "بشروا ولا تنفروا، وشروا ولا تعسروا".

<<  <  ج: ص:  >  >>