للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخمسة أصحاب السنن (١) وأحمد (٢) والبيهقي (٣) وغيرهم، لكنه لم يرد في "الصحيحين" ولا في أحدهما؛ فقضية "ثابت" خالف فيها المؤلف منهجه الذي أشار إليه في أوائل الكتاب في كتاب الطهارة، وحديث ابن عباس جاء نصًّا، وهو بلا شك أصح من الحديث الآخر.

والبخاري رحمه الله قد رفع عنا كل حدس وتخمين وأزال كل لبس في القضية؛ لأنه وضع الفصل في هذه المسألة:

نص أثر حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - كما جاء في البخاري: أن زوج بريرة كان عبدًا مملوكًا يقال له: مغيث وكان يطوف وراء بريرة يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس: "ألا تعجب يا عباس من أمر مغيث من شدة حبه لبريرة وشدة بغضها له" ثم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا ترجعين إليه؟ " فقالت: يا رسول الله، أتأمرني؟ قال: "لا؛ إنما أنا شافع" قالت: لا حاجة لي فيه.

إذن؛ كما ترون حديث ابن عباس نص على أن اسمه مغيث وكان عبدًا أسود - أيد أيضًا حديث ابن عباس هذا الذي في البخاري (٤) وعند أصحاب السنن (٥).


(١) أخرجه أبو داود (٢٢٣٥)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (١٩٣٧).
وأخرجه الترمذي (١١٥٥) قال الألباني: "شاذ بلفظ "حرًّا" والمحفوظ "عبدًا"".
وأخرجه النسائي (٤٢٤٦) قال الألباني (٤٧١٤): "صحيح دون قوله: "وكان زوجها حرًّا" فإنه شاذ".
وأخرجه ابن ماجه (٢٠٧٤) قال الألباني: "صحيح دون قوله: "حر".
(٢) أخرجه أحمد (٤٠/ ١٨٠).
(٣) "السنن الكبرى"، للبيهقي (٧/ ٣٦٣).
(٤) أخرجه البخاري (٥٢٨٣) ولفظه: عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعباس: "يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو راجعتِه" قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: "إنما أنا أشفع" قالت: لا حاجة لي فيه.
(٥) أخرجه أبو داود (٢٢٣١)، والترمذي (١١٥٦)، والنسائي (٣٤٥١)، وابن ماجه (٢٠٧٥)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>