للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُونَ الثَّلَاثِ؛ لِأَنَّ طَلَاقَ غَيْرِ الْمَدْخُولِ بِهَا بَائِنٌ، وَهَذِهِ هِيَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ، وَمِثْلُ: الْبَتَّةَ، وَمِثْلُ قَوْلِهِمْ: أَنْتِ خَلِيَّةٌ وَبَرِيَّةٌ).

هي واحدةٌ مثل الصريحة، وكلمة خلية يعني أنت خاليةٌ من النكاح، برية أنت بائنةٌ من النكاح، أنت بتة يعني مقطوعة النكاح، وبعضهم يضيف عبارة الحقي بأهلك.

فهذه الألفاظ بعض العلماء يرون أنها كناياتٌ صريحةٌ يقع بها الطلاق ثلاثًا هذا مذهب مالك (١) وهي رواية عند أحمد (٢) والرواية الأخرى (٣) مع الشافعية (٤).

قوله: (وَأَمَّا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ (٥) فِي الْكِنَايَاتِ الظَّاهِرَةِ: فَإِنَّهُ يُرْجَعُ فِي ذَلِكَ إِلَى مَا نَوَاه، فَإِنْ كَانَ نَوَى طَلَاقًا كَانَ طَلَاقًا، وَإِنْ كَانَ نَوَى ثَلَاثًا كَانَ ثَلَاثًا، أَوْ وَاحِدَةً كَانَ وَاحِدَةً، وَيُصَدَّقُ فِي ذَلِكَ، وَقَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي ذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِ الشَّافِعِيِّ، إِلَّا أَنَّهُ عَلَى أَصْلِهِ وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ وَقَعَ عِنْده طَلْقَةٌ وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ، وَإِن اقْتَرَنَتْ بِهِ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى


(١) يُنظر: "الشرح الكبير" للدردير (٢/ ٣٧٩) حيث قال: " (أو) أنت (خليةٌ) أو بريةٌ (أو بائنةٌ أو أنا) منك خليٌّ أو بريٌّ أو بائنٌ فيلزمه الثلاث في ذلك كله في المدخول بها كغيرها إن لم ينو أقل".
(٢) يُنظر: "الهداية" للكلوذاني (ص ٤٢١) حيث قال: "فالظاهرة: أنت خليةٌ بريةٌ وبائنٌ … وفي الظاهرة على روايتين أصحهما: أنها ثلاث، والثانية: يرجع إلى ما نوى وهو الأقوى".
(٣) يُنظر: "الهداية" للكلوذاني (ص ٤٢١) حيث قال: "فالظاهرة: أنت خليةٌ بريةٌ وبائنٌ … وفي الظاهرة على روايتين الثانية: يرجع إلى ما نوى وهو الأقوى".
والأخير هو المعتمد. يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (٣/ ٨٧) حيث قال: " (ولا يقع) طلاقٍ بكنايةٍ ولو ظاهرة إِلا (بنيةٍ) ".
(٤) يُنظر: "منهاج الطالبين" للنووي (ص ١٠٦) حيث قال: "وكنايته كأنت خلية بريةٌ بتةٌ بتلةٌ بائنٌ اعتدى استبرئي رحمك الْحَقِي بأهلك حبلك على غاربك لا أنده سربك اعزبي اغربي دعيني ودعيني أو نحوها".
(٥) تقدَّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>