للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفحول. والملاقيحُ: بيع ما في بطونها، هذا ما أعلمُهُ (١)، والظاهر حصولُ قلبٍ في الكتاب، ربما في كتبٍ مصححةٍ له.

• قَوْله: (فَهَذِهِ كُلُّهَا بُيُوعُ جَاهِلِيَّةٍ مُتَّفَقٌ عَلَى تَحْرِيمِهَا، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ مِنْ تِلْكَ الأوْجُهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا).

ويكفي في تحريمها أنها تنسب إلى الجاهلية، فالجاهلية نسبة إلى الجهل، وهي مشتقة منه؛ وذلك لأن فيها جهالةً؛ فهم يعيشون في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، كما قال أحدهم، فأَبْدَلهم الله - سبحانه وتعالى - بهذه الجهالة الدينَ الحنيفَ، فانظر إلى أولئك الأقوام الذين كانوا في الجاهلية الجهلاء، ثمَّ هُمُ الآن في نورٍ وبصيرةٍ يخدمون الإسلام (٢).

قَوْله: (وَأَمَّا بَيْعُ الثِّمَارِ، فَإِنَّهُ ثَبَتَ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - "أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِهَا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، وَحَتَّى تُزْهِيَ" (٣)).

الحديث - كما هو معلوم - أشرنا إليه سابقًا، وقد أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" (٤)، كما أخرجه أيضًا أصحاب السُّنن (٥)، وأحمد وغيرهم (٦)، والحديث: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا".


(١) نعم، الموجود في كتب الغريب هو ما ذكرته، فالمضامين: ما في أصلاب الفحول، وهي جمع مضمون، يقال: ضمن الشيء، بمعنى تضمنه. والملاقيح جمع ملقوح، وهو ما في بطن الناقة. انظر: "النهاية" (٣/ ١٠٢).
(٢) يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (١١/ ١٣٠).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري (١٤٨٦)، ومسلم (١٥٣٤/ ٤٩) عن ابن عمر.
(٥) أخرجه أبو داود (٣٣٦٧)، والترمذي (١٢٢٦) نحوه، والنسائي (٧/ ٤٨) رقم (٣٩٢١)، وابن ماجه (٢٢١٤).
(٦) أخرجه أحمد (٤٥٢٥)، والطيالسي في "المسند" (٣/ ٣٦٩)، وعبد الرزاق في "المصنف" (٨/ ٦٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٤/ ٤٣١)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>