للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبدو صلاحها، أو حتى تحمر أو تصفر - وكل الألفاظ معانيها متقاربة - سدًّا لأبواب النزاع والخصام والخلاف بين المؤمنين، وسيأتي حديث زيد بن ثابت يبين السبب في ذلك.

• قوله: (وَيَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مَسَائِلُ مَشْهُورَةٌ نَذْكرُ مِنْهَا نَحْنُ عُيُونَهَا).

عين الشيء (١): وَاجِهتُهُ وأهمُّه، ومنه عيون المسائل، أي: أمهات المسائل وأهمها وكبرياتها، ويريد المؤلف - رحمه الله - أن يذكر المسائل الهامة البارزة الواضحة التي تستنبط من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أشرنا إلى شيءٍ منها من قبل.

• قَوْله: (وَذَلِكَ أَنَّ بَيْعَ الثِّمَارِ لَا يَخْلُو أَنْ تَكُونَ قَبْلَ أَنْ تُخَلَّقَ أَوْ بَعْدَ أَنْ تُخَلَّقَ).

تختلف الثمار في صفة نضجها كما هو الحال في النخل "حتى تحمر"، أو "تصفر"، كما جاء في الحديث، وفي العنب "حتى تسود"، وليس ذلك في جميع أنواع العنب كما ذكرنا، فالعنب الأبيض نضجه بتموُّهه، أي: بتكون الماء فيه، وظهور حلاوته (٢)، وفي البطيخ حتى يحمر، وتبدو فيه الحلاوة (٣)، وكذلك الخربز (٤)، وبعض أنواعه لا يكون


(١) قال الرازي في "مختار الصحاح" (ص ٢٢٣): "عين الشيء خياره، وعين الشيء نفسه، يقال: هو هو بعينه".
(٢) قال الجويني في "نهاية المطلب" (٥/ ١٤٨): "أما الثمار التي لا تتلون بالإدراك كالأعناب البيض، فالاعتبار فيها بالتموّه، وجريان الحلاوة، وزوال قرص العفوصة، وطيب الأكل".
وقال ابن قُدَامة في "المغني" (٤/ ٦٩): "والعنب الأسود، والإجاص، فبدو صلاحه بذلك، وإنْ كان العنب أبيض، فصلاحه بتموهه، وهو أن يبدو فيه الماء الحلو، ويلين، ويصفر لونه".
(٣) قال الغزالي في "الوسيط" (٣/ ١٨٤): "المراد ببدو الصلاح في الثمار بأن يطيب أكلها، وذلك في البطيخ لظهور مبادئ الحلاوة".
(٤) قال الدردير في "الشرح الكبير" (٣/ ١٧٨): "بدو الصلاح في البطيخ الأصفر كالعبدلي =

<<  <  ج: ص:  >  >>