للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: رأيت أنس بن مالك - رضي الله عنه - واقفًا يصلي في مسجد الكوفة. وقالوا: إنَّه روى عنه حديث: "من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه؛ دخل الجنة" (١). وأمَّا ابن أبي ليلى فلا خلاف في أنَّه تابعي (٢)، وكذلك الثالث ابن شبرمة (٣)؛ هؤلاء الثلاثة لقيهم - ابن عبد الوارث بن سعيد - سألهم عن مسألة من باع بيعًا، وشرط شرطًا، سنذكر التعليق على ذلك، ونعرف بما أجابه كل واحد، وبما استدل على رأيه، إن شاء الله عندما يذكر ذلك المؤلف.

فعندما قدم ابن عبد الوارث بن سعيد إلى مكة، فوجد ثلاثة من أكابر فقهاء الكوفة مجتمعين فيها، فسأل أبا حنيفة - رحمه الله تعالى - عمن باع بيعًا وشرط فيه شرطًا، فأجابه أبو حنيفة بقوله: البيع باطل، والشرط فاسد، ومنه فأبو حنيفة يرى بطلان البيع الذي شرط فيه شرط، ويرى أنَّ الشرط باطل (٤).

ثم عرج على ابن أبي ليلى فسأله، فقال: البيع صحيح، والشرط باطل.


(١) لم أقف على من ذكر هذا عن أبي حنيفة، لكن الذي ذكروه، أنَّه روى عن أنس حديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". يُنظر: "منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد"؛ لأبي بكر بن أبي طاهر الأزدي السلماسي (ص ١٦٨، ١٦٩)، قال: أخبرني أبي، قال: أنبأنا أبو نصر أحمد بن يوسف الطبري، قال: ثنا أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي سنة تسع وعشرين وأربعمائة، قال: أنبأنا أبو أحمد مسلم بن الحسن بن الحسن بن مسلم المروزي، قال: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه المذكر، قال: ثنا أحمد بن الصلت بن المغلس، قال: ثنا بشر بن الوليد، قال: ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، عن أبي حنيفة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
(٢) حيث روى عن كثير من الصحابة: منهم عمر، وعلي، وأبو ذر، وابن مسعود، وبلال، وأبي بن كعب، وصهيب. يُنظر: "سير أعلام النبلاء" (٥/ ١٥٠).
(٣) فلقد روى عن أنس - رضي الله عنه -. فقال في "تاريخ الإسلام" (٣/ ٩٠٦): روى ابن شبرمة: عنْ أَنَسٍ.
(٤) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>