للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بثمن مرتفع (١)، فإذا ما تلقاهم إنسان فاشترى منهم فهذا سيترتب عليه أمران، كما سيأتي.

وبيع الحاضر للباد (٢): جاء عن عبد الله بن عباس أنَّه قال: "لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا" (٣)، وربما نفس معنى تلقي الرُّكبان.

* قولُهُ: (وَنَهْيِهِ عَنِ النَّجْشِ).

و"النَّجْش": هو زيادة ثمن السلعة المعروضة للبيع، لا لرغبة في شرائها، بل ليخدع غيره (٤).

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَنَاجَشُوا" (٥)، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "نَهَى عَنْ النَّجْشِ" (٦).

* قولُهُ: (وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي تَفْصِيلِ مَعَانِى هَذه الآثَارِ اخْتِلَافًا لَيْسَ بِمُتَبَاعِدٍ).

اختلافًا ليس بالمتباعد - كما ذكرنا آنفًا -، لأن اختلافهم في تفسير الأحاديث، لكنَّهم ينهلون من معين واحد من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم بمثابة أغصانٍ تتغذّى من أصلٍ واحد.


(١) يُنظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٤/ ٢٦٦) قال: هو أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد، ويخبره بكساد ما معه كذبًا؛ ليشتري منه سلعته بالوكس، وأقل من ثمن المثل، وذلك تغرير محرم.
(٢) يُنْظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (١/ ٣٩٨) قال: "لا يبع حاضر لباد"، الحاضر: المقيم في المدن والقرى. والبادي: المقيم بالبادية. والمنهي عنه أن يأتي البدوي البلدة، ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصًا، فيقول له الحضري: اتركه عندي لأغالي في بيعه، فهذا الصنيع محرم؛ لما فيه من الإضرار بالغير.
(٣) أخرجه البخاري (٢١٥٨)، ومسلم (٣٨١٩).
(٤) يُنظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٥/ ٢١) قال: هو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها، أو يزيد في ثمنها، وهو لا يريد شراءها؛ ليقع غيره فيها.
(٥) أخرجه البخاري (٢١٤٠)، ومسلم (٣٤٤٣).
(٦) أخرجه البخاري (٢١٤٢)، ومسلم (٣٨١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>