للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرض عامًّا، فيكون الإنسان مقعدًا، وربما لا يكون مقعدًا لكنه يكون هزيلًا ضعيفًا لا يستطيع أن يقوم بالخدمة، يريده الذي يشتريه ليعمل في الفلاحة، أو ليعمل في الصناعة، أو في التجارة، أو في غير ذلك، وهو لا يستطيع أن يقوم بهذا العمل، فهذا عيب، لو جلبه إلى السوق فوضع أمام صحيح لوجد أن قيمته أقل، إذن فهذه عيوب يرد بها المبيع.

* قوله: (أَوْ كَانَ فِي جُمْلَةِ الْبَدَنِ).

يعني عمومًا.

* قوله: (وَالشَّيْبُ فِي الْمَذْهَبِ عَيْبٌ فِي الرَّائِعَةِ).

مر تفسير الرائعة بأنها ذات النمو والزيادة.

"* قوله: (وَقِيلَ لَا بَأْسَ بِالْيَسِيرِ مِنْهُ فِيهَا) (١).

لأنه كما قال الشاعر (٢):

قد يشيب الفتى وليس عجيبًا … أن يرى النور في القضيب الرطيب

يعني: في الغصن الرطيب (٣)، تأتي إلى غصن أخضر في غاية ريعانه وجماله وزهوه، وتجد أن البياض وجد في أماكن منه، هذا لا يعد عيبًا؛ لأنه لا يزال الغصن رطيبًا، كذلك قد تجد هذا الفتى الشاب القوي اليافع


(١) يُنظر: "المنتقى شرح الموطإ" للباجي (٤/ ١٨٨)، حيث قال: "وأما الشيب ففي كتاب ابن المواز ترد به الرائعة، ولا يرد به غيرها، قال ابن المواز: وهذا في الشابة، وقال ابن حبيب عن مالك: لا ترد الرائعة إلا بكثيره، ويحتمل أن يكون الروايتان قولًا واحدًا؛ لأن اليسير من الشيب ليس بعيب؛ لأنه كثير شائع كالخال يكون والشعرة والشعرتان تبدو مما لا يسمج ولا يرى إلا مع فرط التأمل والتفتيش، وأما الكثير فإنه مؤثر في الجمال فاختص بالرائعة دون غيرها".
(٢) البيت لابن الرومي، وهو في ديوانه (ص ٣٢٨).
(٣) "القضيبُ اسمٌ يَقع على مَا قَضَبْتَ مِنْ أغصانٍ لتَتَّخِذَ مِنْهَا سهامًا أَو قسيًّا". انظر: "تهذيب اللغة"، للأزهري (٨/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>