للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَاخْتَلَفُوا فِي العُرُوضِ المُؤَجَّلَةِ مِنَ السَّلَمِ وَغَيْرِهِ: فَقَالَ مَالِكٌ (١) وَالجُمْهُورُ: إِنْ أَتَى بِهَا قَبْلَ مَحِلِّ الأجَلِ لَمْ يَلْزَم أَخْذُهَا (٢). وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (٣): إِنْ كَانَ مِمَّا لَا يَتَغَيَّر، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ النضَارَة، لَزِمَهُ أَخْذُهُ).

النضارة (٤): أن تجد للشيء - كالفاكهة مثلًا - لمعانًا وحيويَّةً، فتشتاق


(١) يُنظر: "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" للدردير (٣/ ٢١٩) حيث قال: "وجاز للمسلم قبول الموصوف بصفة المسلم فيه كان طعامًا أو غيره قبل حلول أجله أي: وفي محله (قوله: بلا جبر) أي: لأن الأجل في السلم حق لكل منهما ما لم يكن المسلم فيه نقدًا وإلا أجبر المسلم على قبوله قبل الأجل؛ لأنَّ الأجل حِينَئذٍ حقٌّ لمن عليه الدَّين".
وينظر: "التاج والإكليل" للمواق (٤/ ٥٤١) حيث قال: "وكذا مَنْ عليه دينٌ من عين جاز أن يعجله قبل أجله، ويلزم من هو له قبضه".
(٢) يأتي رأي الشافعية والحنابلة، ولم أجده عن الحنفية.
(٣) يُنظر: "منهاج الطالبين" للنووي (ص ٥٤) حيث قال: "من الرطب والعنب ونحوهما (أو كان) المسلم فيه (قديمه دون حديثه كالحبوب أو كان) المسلم فيه (حيوانًا، أو ما يحتاج في حفظه إلى مؤنة كالقطن ونحوه، أو كان الوقت مخوفًا فيخشى) المسلم على ما يقبضه (لم يلزم المسلم قبوله)، أي: قبول السلم قبل محله لما عليه من الضرر فيه (وإن لم يكن في قبضه)، أي: المسلم فيه (ضرر ولا يتغير)، أي: يختلف قديمه وحديثه (كالحديد والرصاص والزيت والعسل ونحوها، لزمه قبضه)؛ لأن الغرضَ حاصلٌ، مع زيادة تعجيل المنفعة، فجرى مجرى زيادة الصفة"، وهو مذهب الحنابلة. يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٣/ ٣٠١) حيث قال: " (وإن أحضره)، أي: المسلم فيه (قبل محله فإنْ كان فيه) أي: في قبضه (ضرر)؛ لكونه أي: المسلم فيه (مما يتغير كالفاكهة التي يصح السلم فيها) من الرطب والعنب ونحوهما (أو كان) المسلم فيه (قديمه دون حديثه كالحبوب أو كان) المسلم فيه (حيوانًا، أو ما يحتاج في حفظه إلى مؤنة كالقطن ونحوه أو كان الوقت مخوفًا فيخشى) المسلم على ما يقبضه (لم يلزم المسلم قبوله)، أي: قبول السلم قبل محله لما عليه من الضرر فيه (وإنْ لم يكن في قبضه) أي: المسلم فيه (ضرر ولا يتغير)، أي: يختلف قديمه وحديثه (كالحديد والرصاص والزيت والعسل ونحوها لزمه قبضه) لأن الغرض حاصل، مع زيادة تعجيل المنفعة فجرى مجرى زيادة الصفة".
(٤) "النضارة": الحُسْن. انظر: "القاموس المحيط" (ص ٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>