للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَعِنْدَ مَالِكٍ: أَنَّ عِثَارَ الدَّابَّةِ لَوْ كَانَتْ عَثُور (١) - تَعَدِّ مِنْ صَاحِبِ الدَّابَّةِ يَضْمَنُ بِهَا الحَمْلَ) (٢).

ربما أشكل على القارئ أنه قال: "كانت"، ولم يقل: "كان عثورًا"، هذه مما يجوز فيها التذكير والتأنيث.

وعمر - رضي الله عنه - من دقته وحرصه على أمور المسلمين كان يقول: "لو دابة عثرت في العراق لكنت مسؤولًا عنها" (٣)؛ من إحساسه - رضي الله عنه - بالمسؤولية، وهذا هو واجب كل مسلم، ليس فقط من ولي أمور المسلمين، بل كل مسلم كبيرًا كان أو صغيرًا يتولى أي أمر من أمور المسلمين فهو مسؤول عن ذلك؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته" (٤)، وصاحب البيت أيضًا راع، والمدرس راع، والموظف المسؤول المدير راع، وهكذا كل واحد منا راع.


(١) عثر الرجل يعثر عثورًا، إذا أصاب قوائمه شيء، فيصرع أو يتتعتع، انظر: "العين" للخليل (٢/ ١٠٥).
(٢) يُنظر: "التاج والإكليل" للمواق (٧/ ٥٥٥)، حيث قال: "من أكرى دابته عالمًا أنها عثور ولم يعلمه ذلك، فعثرت فانكسر ما عليها فهو ضامن".
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٩/ ٥٠٦) عن الأوزاعي بلاغًا قال: بلغني أن عمر بن الخطاب قال: "لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها".
ووصله البلاذري في "أنساب الأشراف" (١٠/ ٣٥٤) قال: حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عاصم بن عمر عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن حاطب عن أبيه عن عمر أنه قال: "لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضياعًا لخشيت أن يسألني الله عنها".
(٤) أخرجه البخاري (٢٥٥٤)، ومسلم (١٨٢٩)، بلفظ: عن عبد الله - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

<<  <  ج: ص:  >  >>