للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدوا خماصًا وتروح بطانًا" (١).

وهذه من الأمور التي تميز بها الإسلام؛ حسن المعاملة، ولذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أنَّ: "الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وأن الرجل لا يزال يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا قال: "وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا" (٢)، ولما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صفات المسلم، وعن وقوعه في بعض المعاصي من زنا وغيره فقال: "يحصل منه ويسرق ولما قيل: "أيكذب؟ " قال: "لا يكذب المسلم" (٣)؛ لأن الكذب من صفات المنافقين؛ "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" (٤)، فبدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفة الكذب، وفي بعضها: "أربع: … وإذا خاصم فجر" (٥)، فينبغي للمسلم أن يبتعد


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٤٤) وغيره، بلفظ: عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا وتروح بطانًا". وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٣١٠).
(٢) أخرجه البخاري (٦٠٩٤)، ومسلم (٢٦٠٧)، بلفظ: عن أبي وائل عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابًا".
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٩٩٠) (١٩)، بلفظ: عن صفوان بن سليم، أنه قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيكون المؤمن جبانًا؟ فقال: "نعم"، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ فقال: "نعم"، فقيل له: "أيكون المؤمن كذابًا"؟ فقال: "لا".
وقال شعيب الأرناؤوط في هامش "مسند أحمد" (٣٦/ ٥٠٥): "إسناده صحيح إلا أنه مرسل أو معضل".
(٤) أخرجه البخاري (٣٣)، ومسلم (١٠٧)، بلفظ: عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
(٥) أخرجه البخاري (٣٤)، ومسلم (١٠٦)، بلفظ: عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>