عمدة مالك والشافعي -رحمهما الله- في عدم القول بجواز شركة الوجوه أن الشركة إنما تقوم على المال والعمل، وهما معدومان في هذه الشركة.
والحقيقة أن هذه الشركة تنتهي إلى العمل؛ بأخذ المال والعمل فيه، وإلا لو أخذ المال دون العمل فيه لأدى إلى ضياع حقوق الآخرين.
أمَّا أبو حنيفة وأحمد فيريان شركة الوجوه عملًا من الأعمال -كما مر- والله سبحانه وتعالى أباح العمل، وحثنا رسوله -صلى الله عليه وسلم -عليه، ورغب فيه، وأنكر على السائل سؤاله، وأمره بأن يعمل؛ بأن يأخذ حبلًا وفأسًا ويحتطب.
وشركة الوجوه تقوم على عمل مؤسس على وجاهة الشريكين، فما الماح منه؟!
فالمؤلف ألمح لشركة الوجوه، والحقيقة -كما مر- أنها قائمة على الصدق والمعاملة الحسنة، والناس لا يعطون أموالهم إلا لمن يثقون فيه؛ لذلك سُميت "شركة الوجوه".