الشعير، وهم يرون أنهما بمثابة صنف واحد لتشابههما في كثير من الصفات، كلّ منهما مطعوم وكلٌّ منهما يُتغذَّى به، وكل منهما يُطحَن، وكلٌّ منهما له دقيق يصنعون منه الخبز إلى غير ذلك من أوجه الشبه التي يذكرونها، لكننا نقول: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ميَّز وفرَّق بينهما وجعل كلَّ واحد منهما صنفًا مستقلًّا.
وقد أغفل المؤلف ذكر الأئمة الآخرين فهذا أيضًا هو مذهب
(١) يُنظر: "المقدمات الممهدات"، لأبي الوليد ابن رشد (٣/ ١٠١) قال: "وأما قسمة المنافع فإنها لا تجوز بالسهمة على مذهب ابن القاسم، ولا يجبر عليها من أباها ولا تكون إلا على المراضاة والمهايأة".