للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كابن حبان (١)، والحاكم (٢)، وابن خزيمة (٣)، ومنهم مَن ضعَّفة، والكلام في هذا الحديث يدور حول كونه مُرسَلًا أو موصولًا (٤).

* قوله: (وَقَالَ: "إِنَّمَا خَلَعْتُهَا، لِأَنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهَا قَذَرًا").

لَا شَكَّ أنَّ مسألَةَ النَّعْلين تُعَد مِن الأمور التي ذَكَرها المؤلف، وأَوْمَأ إليها في مُقدِّمة المسَائل التي توضح ما تُزَال به النَّجاسة، وقلنا: الأَصْلُ أنَّها تُزَال بالماء، وتُزَال بفَرك النعل؛ فتُزَال ما فيها، وفي قصَّة أم سلمة أيضًا عندما سألت الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - فقالت: "إنِّي امرأة أطيل ذيلي"، وَهَذا الذَّيل هو الذي يُسْحب على الأرض لتستتر به، يمر على الأرض، والأرض فيها شيءٌ من النجاسات، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "يُطهِّره ما بَعْده" (٥).

* قوله: (فَظَاهِرُ هَذَا أَنَّهُ لَوْ كَانَتْ وَاجِبَةً، لَمَا بَنَى عَلَى مَا مَضَى مِنَ الصَّلَاةِ).

هنَا كَلَامٌ للعُلَماء في النَّسخ من عدَمه، والنَّسخُ (٦) يحتاج إلى دَلِيلٍ في


(١) أخرجه ابن حبان في "صحيحه " (٥/ ٥٦٠) (٢١٨٥).
(٢) أخرجه الحاكم (١/ ٣٩١)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٣٨٤) (٧٨٦).
(٤) يُنظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (١/ ٦٦٣) حيث قال: "واختلف في وَصْله وإرساله، ورجح أبو حاتم في العلل الموصول، ورواه الحاكم أيضًا من حديث أنس وابن مسعود، ورواه الدارقطني من حديث ابن عباس وعبد الله بن الشخير، وإسناد كل منهما ضعيف، ورواه البزار من حديث أبي هريرة وإسناده ضعيف ومعلول أيضًا". وانظر: "إرواء الغليل" للأَلْبَانيِّ (١/ ٣١٤).
(٥) أخرجه أبو داود (٣٨٣) وغيره، عن أم ولدٍ لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنها سألت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطهره ما بعده"، وصححه الأَلْبَانيُّ في "صحيح أبي داود" (الأم) (٢/ ٢٣٤).
(٦) يُنظر: "قواطع الأدلة" لأبي المظفر السمعاني (١/ ٤١٧) حيث قال: "النسخ في اللغة:=

<<  <  ج: ص:  >  >>