للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (فَقَوْمٌ رَأَوْا قَلِيلَهَا وَكثِيرَهَا سَوَاءً، وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا القَوْلِ الشَّافِعِيُّ" (١).

القَضيَّة فيها تفصيلٌ، فربما اعتقد المؤلف أنه نبَّه إلى قليل النجاسة، فيختلف أيضًا، أى هناك مَنْ لا يرى أصلًا الفرقَ بين قليل النجاسة وكثيرها من أيِّ نوعٍ كان، لا يُفرِّق، وبعضهم يفصل القول في ذلك، فيفرق بين البول وبين غيره، بل بعضهم ينص بأَنْ لو كان البول مثل رأس الإبرة لا يتجاوز عنه (٢)، لكن المد يتجاوز عنه؛ لأنهم قالوا بأن الدم فيه مشقة، فيصعب هذا التحرز منه، أما البول فالتحرز منه سهل.

مثال: بعض الناس يَخْرج الدم من فمهم، ومن أنوفهم، وربما يوجد في بعض الناس مَنْ في أجسامهم حبوب وبُثُور … إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي تظهر على جسم الإنسان.

بَلْ يُذْكر أنَّ مِنَ الصحابة مَنْ كان يبصق الدم ويُصلِّي (٣)، ومنهم مَنْ كان يُدْخل أصبعيه في أنفه ويخرج دمًا فيصلي أيضًا (٤)، ومنهم أيضًا مَن


(١) يُنظر: "شرح ابن قاسم على متن أبي شجاع) " لابن قاسم الغزي (ص: ٥٥) حيث قال: "والنجاسة لغةً: الشيء المستقذر. وشرعًا: كل عين حرُم تناولها على الإطلاق حالة الاختيار مع سهولة التمييز، لا لحرمتها، ولا لاستقذارها، ولا لضررها في بدن أو عقل، ودخل في الإطلاق قليل النجاسة وكثيرها".
(٢) يُنظر: "الإقناع في مسائل الإجماع" لابن القطان (١/ ١١٠) حيث قال: "واتفقوا أن بول ابن آدم إذا كان كثيرًا، ولم يكن كرؤوس الإبر (غليظة) نجس".
(٣) أخرجه البخاري معلقًا (١/ ٤٦) ووصله سفيان الثوري في "جامعه" (ص ١٠٣) قال: حدثنا يعلى وأبو نُعَيْم وقَبيصَة قالوا: حدثنا سفيان عن عَطَاء قال: رأيتُ عبد الله بن أبي أوفى يبزق دمًا، ثمَ لم يتوضأ. قال أبو نُعَيْم في حديثه: وذلك بعدما ذهب بصره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ١١٧) عن عطاء بن السائب قال: "رأيت ابن أبي أوفى بزق وهو يصلي، ثم مضى في صلاته".
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ١٢٨) عن ميمون بن مهران، قال: أنبأنا=

<<  <  ج: ص:  >  >>