للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوَاقٍ فَهُوَ عَبْدٌ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ كَاتَبَ عَلَى مِائَةِ دِينَارٍ فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشَرَةً فَهُوَ عَبْدٌ" (١).

إذًا دليل قول الجمهور ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأيضًا هو قول عليِّ بن أبي طالب (٢)، وجاء في بعض روايات هذا الحديث: "الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ شَىْءٌ" (٣)، وفي رواية أخرى: "الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ مُكَاتبَتِهِ دِرْهَمٌ " (٤)، وصحح ابن حجر الرواية الأخيرة (٥).

قوله: (وَعُمْدَةُ مَنْ رَأَى أَنَّهُ يَعْتِقُ بِنَفْسِ عَقْدِ الْكِتَابَةِ: تَشْبِيهُهُ إِيَّاهُ بِالْبَيْعِ، فَكَأَنَّ الْمُكَاتَبَ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنْ سَيِّدِهِ).

هذا أيضًا لم يذكره وقد أخرجه أصحاب السنن إلا ابن ماجه، وهو أيضًا حديث حسن (٦).

قوله: (فَإِنْ عَجَزَ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا أَنْ يُتْبِعَهُ بِالْمَالِ، كمَا لَوْ أَفْلَسَ مَنِ اشْتَرَاهُ مِنْهُ إِلَى أَجَلٍ وَقَدْ مَاتَ (٧). وَعُمْدَةُ مَنْ رَأَى أَنَّهُ يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق ذكر أثر عليٍّ.
(٣) أخرج هذه الرواية مالك في موطأه برواية الشيباني (ص ٣٠٦)، قال: أخبرنا مالك أخبرنا نافع عن ابن عمر أنه كان يقول: "المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته شيء".
(٤) أخرجه أبو داود (٣٩٢٦) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(٥) أقرب ما وقفت عليه من تصحيح الحافظ للحديث قوله في تخريج الحديث في "بلوغ المرام" (ص ٥٢٧): "أخرجه أبو داود بإسناد حسن "، وأصله عند أحمد والثلاثة، وصححه الحاكم.
(٦) لم يتبين لي مقصود الشارح من هذا الحديث الذي قصده، إلا أن يكون الحديث السابق -المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم- وإن كان ذلك كذلك فلم يخرجه إلا أبو داود كما سبق.
(٧) لم أقف على من استدل لهذا الفريق بهذا الدليل النظري، والظاهر أن المؤلف استدل بأصول عامة من أن تشبيهه بالبيع يجعل الدين متعلقًا بالمال لا بالرقبة، فيبقى حرًّا =

<<  <  ج: ص:  >  >>