وإذا قال الإنسان: "من السنة كذا"؛ لم يعقل منه إلا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أن قولنا: هذا الفعل طاعة، يفيد أنه طاعة لله تعالى ولرسوله. وأما قول الصحابي: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ": فقد قال قوم: "إنه يحتمل أن يكون أخبره غيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمعه منه "، وقال قوم: "الظاهر أنه سمعه منه ". وأما إذا قال الصحابي: "كنا نفعل كذا وكذا": فالظاهر منه أنه قصد أن يعلمنا بهذا الكلام حكمًا ويفيدنا شرعًان ولا يكون كذلك إلا وقد كانوا يفعلونه على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجه يظهر له فلا ينكره. وأما إذا قال الصحابي قولا لا مجال للاجتهاد فيه: فحسن الظن به يقتضي أن يكون قاله عن طريق، فإذا لم يكن الاجتهاد فليس إلا أنه سمعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وينظر أيضًا: "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي (٢/ ٩٧). (١) سبق ذكر هذه الآثار. (٢) سبق ذكر هذا القول عن عطاء.