للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم -كما نرى- مُعبَّدةٌ، واختلفت عمَّا مضى من العصور، التي كانت الدواب تمشي وَقْتئذٍ وفيها الكلاب تبول، وُيرَى فيها العذرات، فالحمد لله أصبحت الطرق في الغالب نظيفة.

قوله: (المَسْأَلَةُ السَّابعَةُ: اخْتَلَفُوا فِي المَنِيِّ: هَلْ هُوَ نَجِسٌ أَمْ لَا؟ فَذَهَبَتْ طَائِفَة، مِنْهُمْ مَالِكٌ (١) وَأَبُو حَنِيفَةَ (٢) إِلَى أَنَّهُ نَجِسٌ، وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ إِلَى أَنَّهُ طَاهِرٌ) (٣).

إذًا، الخلاف في المنيِّ يدور حول أَمْرَين في الأَحَاديث التي وَرَدتْ في ذلك، وغالبها عن طريق عائشة -رضي الله عنها-: منها: "أنَّها كانت تغسل المنيَّ من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان رطبًا، وتَفْركه إذا كان يابسًا" (٤).

ومنها: "أنها كانت تغسله، وكان يخرج، وإنه ليُرَى أثر بقع الماء فيه" (٥).

وأيضًا هناك مَنْ له دليل عقلي أو قياسي فيقولون: إن مخرج المني هو مخرج البول، وهو مخرج المذي والودي، وهذه الثلاثة نجسة، فينبغي أن يكون المنيُّ ملحقًا بها.

وتعريف المذي: ماء لزج يخرج عند الجماع، وهو نجس (٦).


(١) تقدم الكلام على هذه المسألة بالتفصيل.
(٢) تقدم الكلام على هذه المسألة بالتفصيل.
(٣) تقدم الكلام على هذه المسألة بالتفصيل.
(٤) ذكره ابن حبان في "صحيحه" معلقًا (٤/ ٢٢١) قال أبو حاتم -رضي الله عنه-: "كانت عائشة -رضي الله عنها- تغسل المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان رطبًا؛ لأن فيه استطابةً للنفس، وتفركه إذا كان يابسًا، فيصلي -صلى الله عليه وسلم- فيه".
(٥) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٤/ ٢٢٢) عن عائشة، تقول: "كنت أغسل المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيخرج إلى الصلاة، وإنه ليرى أثر البقع في ثوبه"، وصحح إسناده الأرناؤوط.
(٦) "المذي": الذي يكون من الشهوة تعرض بالقلب أو من الشيء يراه الإنسان أو من ملاعبة أهله. انظر: "غريب الحديث" للقاسم بن سلام (٣/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>