للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: قال الإمام مالك: إذا قال: أنت حر بعد موتي، أو أنت عتيق بعد موتي، أو محرر بعد موتي، إلى غير ذلك من الألفاظ التي لم يَرد فيها لفظ التدبير، يقول: الظاهر أنه وصية.

* قوله: (وَالْقَوْلُ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ، وَيَجُوزُ رُجُوعُهُ فِيهَا إِلَّا أَنْ يُرِيدَ التَّدْبِيرَ) (١).

فيرجع فيه إلى نيته، فلما يقول: أنت حر بعد موتي، نحن نرجع إلى نيته، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إنَّما الأعمال بالنيات " (٢)، فما الذي يحدد ذلك المحتمل؟ هي النية، فماذا قصد بقوله: أنت حر بعد موتي؟ هل قصد بذلك أنه مدبر، أو اعتبر ذلك وصية؟

* قوله: (وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ) (٣).

وأحمد (٤)، وهو قول للشافعي (٥).


(١) يُنظر: " الفواكه الدواني "، للنفراوي (٢/ ١٣٦)، حيتَ قال: " إذا قال المالك في صحته: أنت حر بعد موتي، ولم يقيد بيوم، ولا شهر، أو يوم أموت، ونحو ذلك من كل ما كان المعلق عليه يحتمل الوقوع وعدمه، فهذا وصية لا تدبير إلا أن يريد به التدبير ".
(٢) أخرجه البخاري (١) واللفظ له، ومسلم (١٩٠٧/ ١٥٥).
(٣) يُنظر: "المبسوط"، للسرخسي (٧/ ١٨٠)، حيث قال: " رجل قال لمملوكه: أنت حر بعد موتي، أو إذا مت، أو إن مت، أو متى مت، أو إذا حدث بي حدث، فهذا كله واحد، وهو مدبر؛ لأنه علق عتقه بمطلق موته، فإنه وإن أطلق الحدث، فالمراد به الموت عادة ".
(٤) يُنظر: " شرح منتهى الإرادات "، للبهوتي (٢/ ٥٩٣)، حيث قال: " (وصريحه) أي: التدبير (لفظ عتق و) لفظ (حرية معلقين بموته)، أي: السيد: كأنت حر بعد موتي، أو أنت عتيق بعد موتي، ونحوه ".
(٥) هذه الصيغة عند الشافعية من الألفاظ الصريحة التي تفيد التدبير، فلا أعلم قولًا ثانيًا في المذهب.
يُنظر: " فتح الوهاب شرح منهج الطلاب "، لزكريا الأنصاري (٢/ ٢٩٧)، حيث قال في ألفاظ التدبير، وهو: " إمَّا (صريح)، وهو ما لا يحتمل غير التدبير (كأنت حر) =

<<  <  ج: ص:  >  >>