للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك، وهذه مقدمة لم يعرض لها المؤلف؛ لأن المؤلف يُوجز ويختصر ويأتي بالمسائل.

* قوله: (وَأُصُولُ هَذَا الْكِتَابِ النَّظَرُ فِي: هَلْ تُبَاعُ أُمُّ الْوَلَدِ أَمْ لَا؟ وَإِنْ كَانَتْ لَا تُبَاعُ فَمَتَى تَكُونُ أُمَّ وَلَدٍ؟ وَبِمَاذَا تَكُونُ أُمَّ وَلَدٍ؟).

يعني: أهم المسائل التي في هذا الباب والتي دار فيها الخلاف بين العلماء، بل حتى في زمن الصحابة: هل تُباع أو لا تباع؛ لأنها كما هو معلوم لما وَلَدَت أصبحت أم ولد، إذًا هي أم ولد لهذا السيد، فهل تُباع أو أن ولدها أعتقها، كما جاء في الحديث. هذه مسألة اختلف فيها العلماءُ؛ فذكر أنه كان لها حكم، ثم تغير ذلك الحكم.

* قوله: (وَمَا يَبْقَى فِيهَا لِسَيِّدِهَا مِنْ أَحْكَامِ الْعُبُودِيَّةِ، وَمَتَى تَكُونُ حُرَةً؟).

يعني: ماذا يبقى لسيدها؟ هل تظل تخدمه؛ فتؤدي ما عليها؟ مما يتعلق أيضًا بالوطء؟

فهذا كله -أيضًا- سابق، ولكن سيختلف العلماء في بعض الجزئيات.

* قوله: (أَمَّا الْمَسْأَلَةُ الأُولَى: فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ اخْتَلَفُوا فِيهَا؛ سَلَفُهُمْ وَخَلَفُهُمْ).

والسَّلَفُ: هم الصَّدر الأول. والخَلَفُ: هم الذين جاؤوا من بعدهم.

ولا شَكَّ أن السلف لهم مكانة تفوق منزلة الخلف، وهذا بالنظر إلى الجملة، وكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ القُرُون قَرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم" (١). فلا شك أن القرون الأُولى هي القرون المفضلة، ولها


(١) أخرجه البخاري واللفظ له (٢٦٥٢)، ومسلم (٢١٢/ ٢٥٣٣)، عن عبد الله - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوامٌ تَسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته".

<<  <  ج: ص:  >  >>