للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: "كان خلقه القرآن" (١).

إن الأخلاق هي التي تبقى بعد الإنسان، فالناس يذكرونه بأخلاقه، فإذا ما ودَّع الإنسان هذه الحياة الدنيا، ثم جاء ذكره في المجالس ترى الناس يدعون له بالخير، يقولون: كان على خلق كريم، كان يُحسن للفقراء، يُواسي المساكين، يَرِقُّ للصغار، يعطف على الكبار، يحسن إلى الجيران، كان غضَّ البصر، كان عفيفًا، كان من عباد الرَّحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلامًا، وما أجمل أن يُثنى على المرء من المؤمنين؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنتم شهداءُ الله في أَرْضِه" (٢) يُوشك أن تعلموا أهلَ الجنة من أهل النار". فقيل: بِمَ يا رسول الله؟ قال: "بالثَّناء الحَسَن والثَّناء السَّيِّئ" (٣).

قوله: (وَأَمَّا بِمَاذَا تَكُونُ أُمَّ وَلَدٍ؟ فَإِنَّ مَالِكًا قَالَ: "كُلُّ مَا وَضَعَتْ مِمَّا يُعْلَمُ أَنَّهُ وَلَدٌ؛ كَانَتْ مُضْغَةً أَوْ عَلَقَةً" (٤). وَقَالَ الشَّافِعِيُّ:


(١) جزء من حديث أخرجه مسلم (٧٤٦/ ١٣٩) عن عائشة أنها سئلت، فقيل لها: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلُق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: "ألستَ تقرأ القرَآن؟ " قلت: بلى، قالت: "فإنَّ خُلُق نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن ".
(٢) أخرجه البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩/ ٦٠) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: "مُروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وَجَبَتْ"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: "وجبت "، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما وجبت؟ قال: "هذا أثنيتم عليه خيرًا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ".
(٣) أخرجه ابن ماجه (٤٢٢١) عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال: "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنباوة أو البناوة -قال: والنباوة: من الطائف- قال: "يُوشك أن تَعرفوا أهلَ الجنة من أهل النار"، قالوا: بمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: "بالثَّناء الحَسَن والثناء السَّيّئ أنتم شهداء الله بعضكم على بعض "، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (٧٣٤١).
(٤) يُنظر: "المدونة"، لابن القاسم (٢/ ٢٣٧)، حيث قال: "قلت: أرأيت إن أسقطت=

<<  <  ج: ص:  >  >>