للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمًا من حيث تغذية النفس، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: ٢٤]، والحياة المقصودة هنا هي حياة النفوس والقلوب لا الأبدان، والأجسام التي مادة إحيائها الطعام والشراب، والقلوب غذاؤها اتباع الهدى واجتناب الهوى، وقد أمر الرسول الوالدين بتعليم ابنهما الصلاة وهو ابن سبع، وضربه عليها وهو ابن عشر (١)، ولعله يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "شَابٌ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ" (٢).

* قوله: (وَاخْتَلَفُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي الْخِلْقَةِ الَّتِي تُوجِبُ الْغُرَّةَ).

(الخلقة) يعني الصورة التي يتبين فيها علامات الإنسان، مثل: الأصابع، والرأس، والأنف، والأرجل.

* قوله: (فَقَالَ مَالِكٌ (٣): كُلُّ مَا طَرَحَتْهُ مِنْ مُضْغَةٍ أَوْ عَلَقَةٍ مِمَّا يُعْلَمُ أَنَّهُ وَلَدٌ، فَفِيهِ الْغُرَّةُ).

وأهل الخبرة والاختصاص يُسْتَعَانُ بهم في معرفة ما إذا كان ما طرح يحمل صورة آدمي بظهور بعض التقاسيم. أما إذا أريد مجرد المضغة أو العلقة، فقد أجيب أنه غير كافٍ لإثبات الآدمية.

* قوله: (وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (٤): لَا شَيْءَ فِيهِ حَتَّى تَسْتَبِينَ الْخِلْقَةُ).


(١) أخرجه أبو داود (٤٩٥) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفزقوا بينهم في المضاجع". وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (٢٤٧).
(٢) جزء من حديث أخرجه البخاري (٦٦٠)، ومسلم (١٠٣١).
(٣) يُنظر: "المدونة" (٤/ ٦٣٠)؛ حيث قال: "قال مالك: إذا ألقته، فعلم أنه حمل وإن كان مضغة أو علقة أو دمًا، ففيه الغرة".
(٤) يُنظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (١٢/ ٣٨٥)؛ حيث قال: "لا شيء فيه إذا لم يبن خلقه، فإذا بان خلقه على ما سنصفه ففيه غرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>