للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (فَحَمَلَ الْجُمْهُورُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِالدَّابَّةِ رَاكِبٌ وَلَا سَائِقٌ وَلَا قَائِدٌ؛ لِأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ إِذَا أَصَابَتِ الدَّابَّةُ أَحَدًا وَعَلَيْهَا رَاكِبٌ، أَوْ لَهَا قَائِدٌ أَوْ سَائِقٌ - فَإِنَّ الرَّاكِبَ لَهَا أَوِ السَّائِقَ أَوِ الْقَائِدَ هُوَ الْمُصِيبُ وَلَكِنْ خَطَأً).

لأن يده على هذه البهيمة وهو المسؤول عنها، وما يحصل منها يكون يسأل عنه، ولكن من العلماء (١) من فرق بين أن تصيب البهيمة برجلها، وبين أن تصيب بيدها، فقالوا: "ما أصابت بيدها يسأل عنه، وما أصابت برجلها لا يسأل عنه؛ لأنه لا يملك ذلك".

وبعضهم قالوا: "إنه هو من يتحكم فيها، فيسأل عما أصابته، سواء برجلها أو بيدها".

• قوله: (وَاخْتَلَفَ الْجُمْهُورُ فِيمَا أَصَابَتِ الدَّابَّةُ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ مَالِكٌ (٢): لَا شَيْءَ فِيهِ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ صَاحِبُ الدَّابَّةِ بِالدَّابَّةِ شَيْئًا يَبْعَتُهَا بِهِ عَلَى أَنْ تَرْمَحَ بِرِجْلِهَا).

يعني يغمزها مثلًا ونحو ذلك، فترفع رجلها فتصيب آخر، فيكون متسببًا، والمتسبب مسؤول.

• قوله: (وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (٣): يُضَمَّنُ الرَّاكِبُ مَا أَصَابَتْ بِيَدِهَا أَوْ بِرِجْلِهَا).


(١) سيأتي تفصيل ذلك.
(٢) يُنظر: "حاشية العدوي على كفاية الطالب" (٢/ ٣١٠) حيث قال: " (والسائق) الذي يضرب الدابة من خلفها، (والقائد) الذي يجرها من أمامها، (والراكب) الذي على ظهرها، (ضامنون لما وطئته)، أي: صدمته (الدابة) برجلها … (وما كان منها)، أي: الدابة من الإتلاف، (من غير فعلهم)، أي: القائد والسائق والراكب، (أو وهي واقفة لغير شيء)، أي: من غير شيء، (فعل بها) من ضرب أو نخس ونحوه، (فذلك) الفعل منها (هدر) ".
(٣) يُنظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (٣/ ٤٧٠)؛ حيث قال: "إن كان الرجل راكبًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>