للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (وَالنَّظَرُ فِي هَذَا الْبَابِ فِي مَحَلِّ الْوُجُوبِ، وَشَرْطِهِ، وَفِي قَدْرِهِ الْوَاجِبِ، وَعَلَى مَنْ تَجِبُ؟ وَمَتَى تَجِبُ؟ وَيمَنْ تَجِبُ فَأَمَّا مَحَلُّ الْوُجُوبِ فَهِيَ الشِّجَاجُ أَوْ قَطْعُ الَأعْضَاءِ).

وعلى ذلك فالاعتداء على الإنسان فيما دون نفسه، (أي: دون إزهاق النفس)، يكون في واحد من أمرين:

الأول: إما في قطع عضو.

الثاني: إما في شجة تصيبه في موضع ببدنه (١).

• قوله: (وَالشِّجَاجُ عَشَرَةٌ فِي اللُّغَةِ وَالْفِقْهِ (٢)).

بدأ بالشجاج قبل أن يبدأ بالأطراف وإن كانت الأطراف أخطر لكنَّه قدَّم هذه. وقال: "في اللغة"، وكذلك في الفقه، أي: أن المصطلح الفقهي والمصطلح اللغوي لم يختلفا في تسميتها؛ فاسم هذه العشر في اللغة لا يختلف عن اسمها في مصطلح الفقهاء، لكن يوجد لبعضها أكثر من تسمية فمثلًا: "الدامية" يسميها بعضهم الباذلة، أو الدامعة (٣)، وقد سميت


(١) ويقسمهما الفقهاء أقسام:
فعند الحنفية أربعة أقسام: أحدها: إبانة الأطراف، وما يجري مجرى الأطراف، والثاني: إذهاب معاني الأطراف مع إبقاء أعيانها، والثالث: الشجاج، والرابع: الجراح. انظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (٧/ ٢٩٦).
وعند الشافعية ثلاثة أقسام: جرح، وإبانة طرف، وإزالة منفعة. يُنظر: "مغني المحتاج" للشربيني (٥/ ٢٠٣).
(٢) تقدَّم تعريفها وبيان أقسامها.
(٣) عند المالكية الدامعة والدامية شيء واحد.
يُنظر: "منح الجليل" للشيخ عليش (٩/ ٤٠) قال: "دامية بإهمال الدال وكسر الميم فمثناة تحتية، وتسمى دامعة بعين مهملة أيضًا، وهي التي تضعف الجلد حتى يرشح منه شيء كالدم من غير انشقاقه". وينظر: "الذخيرة" للقرافي (١٢/ ٣٢٨).
وعند الحنابلة البازلة والدامية والدامعة شيء واحد.
يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٦/ ٥١) قال: "البازلة وتسمى الدامية والدامعة؛ لقلة سيلان دمها تشبيهًا له بخروج الدمع من العين وهي التي يسيل منها الدم". وانظر: "مطالب أُولي النهى" للرحيباني (٦/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>