للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عُشْر الدية"، أي: عَشر من الإبل، ودائمًا يقيسون في مثل هذا المقام على الرجل الحرِّ، أي: دية الرجل الحرِّ مائة من الإبل، فبعدما تُقسَّم على عشرة يكون لكل واحد عَشر منها.

إذن في الهاشمة: عشر من الإبل، وفي الموضحة: خمس، وستأتي المنقلة بعده وفيها: عشر، ثم المأمومة والجائفة، وفي كل واحدة منهما: ثلث الدية، وما فوق الهاشمة ففيه نص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

قوله: (وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (٢)، وَلَا مُخَالِفَ لَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ).

ودليل تقدير عَشر من الإبل بالنسبة للهاشمة؛ أن زيد بن ثابت قضى بذلك وهو الصحابي الجليل الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفرضكم زيد" (٣)، ولا يعرف له مخالف في هذا، ومن هنا أخذ العلماء بقوله وفتواه فكانت حجة، وإذا نظرت أيضًا إليها من حيث الواقع تجد أنها منضبطة؛ لأن الموضحة تأتي قبلها وفيها خمس، وهذه قد كسرت فيها العظم لكنه لم يتغير عن محله، بل هشمته، وستأتي المنقلة التي كسرت العظم وخلخلته وغيرت موضعه فكانت أخطر من هذه.

قوله: (وَقَالَ بَعْضرُ الْعُلَمَاءِ: الْهَاشِمَةُ هِيَ الْمُنَقِّلَةُ وَشَذَّ (٤)).


(١) سيأتي الكلام على كلِّ منها.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٩/ ٣١٤) عن زيد بن ثابت أنه قال: "في الهاشمة عشر من الإبل". وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه الترمذي (٣٧٩٠) وغيره عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح". وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٢٢٤).
(٤) وهو قول عند المالكية:
يُنظر: "شرح الزرقاني على مختصر خليل" (٨/ ٥٩) قال: "وإلا المنقلة والهاشمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>