للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة من أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا توجد في غيره، ولذلك تكلَّم عنه بعض العلماء تصحيحًا وتضعيفًا؛ فرواه النسائي مرسلًا (١)، ورواه ابن حبان، والدارقطني، والبيهقي، وغير هؤلاء موصولًا (٢)، وقد تكلَّم عنه العلماء وأجاب بعض أئمة الحديث كابن عبد البر (٣)، ثم ابن حجر (٤)، وغيرهما فقالوا: هذا كتاب قد اشتهر وتلقاه العلماء بالقبول وعملوا به جيلًا بعد جيل، وعليه فهو كتاب ثابت اشتمل على كثير من الأدلة التي يُستدَلُّ بها في كتاب القصاص والديات.

ومن أراد الاستزاده فليرجع إلى أصل الحديث في "موطأ الإمام مالك"؛ إذ قد رواه بهذا السند، وما ذكره المؤلف غير مستقيم؛ للسقط


(١) أخرجه النسائي (٤٨٥٧).
(٢) أخرجه ابن حبان كما في "الإحسان" (١٤/ ٥٠١)، والدارقطني في "السنن" (٤/ ٢٩١ - ٢٩٢)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٥٥٢)، والبيهقي في "الكبرى" (٤/ ١٩٤ - ١٩٥) وغيرهم من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم … الحديث. وأعله أبو داود في "المراسيل" (ص ٢١٣) قال: أسند هذا ولا يصح.
(٣) يُنظر: "التمهيد" لابن عبد البر (١٧/ ٣٣٨ - ٣٣٩) قال: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد، وقد روي مسندًا من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم، معرفة تستغني بشهرتها عن الإسناد؛ لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة … وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء، وما فيه فمتفق عليه إلا قليلًا وبالله التوفيق".
(٤) يُنظر: "فتح الباري" لابن حجر (١٢/ ٢٢٦) قال: "وكتاب عمرو بن حزم أخرجه مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم في العقول أن في العشر مائة من الإبل وفيه، وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل، ووصله أبو داود في المراسيل والنسائي من وجه آخر عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده مطولًا وصححه بن حبان وأعله أبو داود والنسائي".

<<  <  ج: ص:  >  >>