للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي فيه، أو هو من الناسخ، والغالب أنه من الناسخ، وما رأيت أحدًا انتبه إليه من الذين حققوا الكتب؛ إذ قد تمر أشياء كثيرة جوهرية لا ينتبه إليها المحقق، وهذا مهم كي ينتبه إليه القارئ.

قوله: (لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي الْعُقُولِ).

والكتاب الذي كتبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعمرو في الفرائض والسنن، والديات؛ إذ اشتمل على جملة كثيرة من الأحكام وهو حديث طويل، وهو من أهم الأدلة في كتاب الديات، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يكتب الكتب (١)، فهناك من الكتب ما كان يكتبها إلى بعض الحكام يدعوهم فيها إلى الإسلام؛ ككتابه إلى قيصر (٢)، وإلى كسرى (٣)، وغيرهم (٤)، وأحيانًا كان يكتب كتابًا إلى أهل بلد يبيِّن لهم ما يجب عليهم مما يجب فعله ومما يجب تركه وفي ذلك عدة كتب (٥).


(١) نعم كتب في صلح الحديبية وتسمى عمرة القضاء كما عند البخاري (٤٢٥١) عن البراء قال: "لما اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئًا، ولكن أنت محمد بن عبد الله، فقال: "أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله"، ثم قال: لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "امح رسول الله"، قال علي: لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب، وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدًا، إن أراد أن يقيم بها … " الحديث.
(٢) قيصر لقب يقال لك ملك الروم، وكتابه له أخرجه البخاري (٧)، و (٢٩٤٠)، و (٤٥٥٣)، ومسلم (١٧٧٣).
(٣) كتابه له أخرجه البخاري (٢٩٣٩).
(٤) أخرجه مسلم (١٧٧٤) عن أنس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) كتب إلى أهل جرش، وأهل اليمن، وأهل هجر، وأهل مكة، وأهل نجران. انظر: "صحيح مسلم" (١٩٩٠)، و "سنن النسائي" (٤٨٥٣)، و (٥٥٥٧)، و "مصنف عب الرزاق" (٤/ ٦٣)، و (٨/ ٤١)، و "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>