للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره " (١). فهذا أنس أقسم ولم تجب عليه كفارة؛ لأنه تنازل أولياؤه إلى أخذ الدية، ولا يرجع ذلك إلى مكانات الناس في الدنيا ومنازلهم؛ وإنما يرجع إلى صلاح المرء وتقواه واستقامته على دين الله " فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره " (٢) حديث صحيح.

فمقياس الناس في هذه الحياة عند الله سبحانه وتعالى إنما هو التقوى، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] فلا ترفَع الإنسانَ مكانتُه ولا منصبُه ولا علمُه إذا لم يكن على الطريق السويِّ، أما إذا كان صالحًا تقيًّا نقيًّا كانت له المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، ويدخل ضمن من أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم وبيَّن مكانتهم عند الله تعالى.

* قوله: (قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثٍ آخَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ الصلَاةُ وَالسَّلَامُ - لَمْ يُقِدْ مِنَ الْعَظْمِ الْمَقْطُوعِ فِي غَيْرِ الْمَفْصِلِ " (٣) إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (٤)).


(١) أخرجه البخاري (٢٧٠٣) ومسلم (١٦٧٥/ ٢٤).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٨٥٤) وغيره: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ". وحسنه الألباني في " مشكاة المصابيح " (٦٢٤٨).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٢٦٣٦) وغيره: عن نمران بن جارية، عن أبيه، أن رجلًا ضرب رجلًا على ساعده بالسيف فقطعها من غير مفصل، فاستعدى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له بالدية فقال: يا رسول الله، إني أريد القصاص فقال: " خذ الدية بارك الله لك فيها "، ولم يقض له بالقصاص. وضعفه الألباني في " إرواء الغليل " (٢٢٣٥).
(٤) قال الألباني: " وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:
الأولى: الجهالة.
قال الذهبي: " نمران بن جارية لا يعرف ". وقال الحافظ ابن حجر: " مجهول ".
والأُخرى: الضعف دهشم قال الذهبي: " قال أحمد: متروك "، وقال أبو داود: " ليس بشيء "، وقال النسائي: " ليس بثقة ". انظر: " إرواء الغليل " (٧/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>