للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعا له فقام من مجلسه ولا شيء أبغض إليه من الزنا (١).

وفي هذا الحديث من الفوائد أيضًا: تربية رسول الله لأصحابه، وحسن تعليمه لهم فكان لذلك أبلغ الأثر في نفس ذاك الشاب، وهكذا ينبغي أن يكون الداعي إلى الله عزَّ وجلَّ مؤثرًا حكيمًا، يستطيع أن يأخذ بلباب المدعو وأن يغير من سيرته بتوفيق الله سبحانهُ وتعالى، وأن يأخذ بيده إلى طريق النجاة والفلاح، وكما جاء في الحديث الصحيح: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم" (٢)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن دلَّ على هدًى فله مثل أجر فاعله" (٣).

- قوله: (وَأَمَّا الأَبْكَارُ، فَإِنَّ المُسْلِمِينَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ حَدَّ البِكْرِ فِي الزِّنَا جَلْدُ مِائَة (٤)، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: ٢]).

قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢)} [النور: ٢]، هذه الآية في بيان حد الأبكار، وقد سبق الكلام عما جاء في حد الثيب، ومن خالف فيه من الفرق التي تنتسب إلى الإسلام.


(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٢٢٢١١)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٣٧٠).
(٢) أخرجه البخاري (٣٠٠٩)، ومسلم (٢٤٠٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٨٩٣)، بلفظ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
(٤) يُنظر: "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان (٢/ ٢٥٢)، حيث قال: "والزاني إذا لم يحصن حَدُّه الجلدُ دون الرجم ولا خلاف بين الأمة فيه. قال الله تبارك وتعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}؛ وأجمعوا أن هذا الخطاب يدخل فيه الأبكار".

<<  <  ج: ص:  >  >>